في أجواء عمان الماطرة، كان للحديث عن تاريخ المدينة وقع خاص على شاشة التلفزيون الأردني، حيث استضاف برنامج "يوم جديد" المؤرخ والباحث الأستاذ عمر العرموطي، ليكشف لنا أسرار أحد أروع معالم عمان التاريخية، "الجسور العشرة". هذه الجسور التي تم إنشاؤها بين عامي 1900 و1908، تروي قصة من الزمن العثماني وتعتبر شاهداً حياً على ازدهار عمان وتحولها إلى نقطة محورية في المنطقة.
في حديثه عبر شاشة التلفزيون الأردني، أشار العرموطي إلى أن الجسور العشرة، رغم تسميتها بهذا الاسم، تتكون من جسر واحد يحمل عشر قناطر، وتم تشييدها باستخدام الحجارة المحلية، مع الاستعانة بالهندسة الألمانية التي ساعدت في بناء هذا المعلم التاريخي. وأضاف أن الجسر كان جزءاً من سكة حديد الحجاز التي شيدها العثمانيون لربط دمشق بالمدينة المنورة، حيث سعى العثمانيون لتطوير هذا الخط تحت إشراف مهندسين من ألمانيا وبلجيكا وتركيا.
وأكد العرموطي أن هذه الجسور، رغم مرور أكثر من 120 عامًا على إنشائها، ما زالت قائمة وباقية، إذ لا تزال تستخدم أحيانًا لرحلات سياحية، مما يعكس صمودها ودورها في تاريخ عمان. كما تناول تأثير سكة حديد الحجاز على تطوير العاصمة عمان، قائلاً إن خط السكة كان سبباً في ازدهار التجارة وتسهيل التنقل بين المناطق الأردنية، مما ساهم في جعل عمان مركزًا حضريًا مهمًا في المنطقة.
وتطرق العرموطي أيضًا إلى بعض الأماكن التاريخية المحيطة بالجسور، مثل "وادي الرمم" و"جبل التاج"، التي تحمل قصصًا وحكايات تعكس عراقة عمان وجمالها. ورغم الطابع العمراني الحديث الذي يميز المدينة اليوم، إلا أن تاريخها العميق يظل حاضراً في كل زاوية وشارع.
وفي ختام حديثه، دعا العرموطي إلى أهمية تعزيز الرحلات المدرسية والجامعية إلى هذه الأماكن التاريخية، مؤكدًا أن تعلم التاريخ وزيارة معالمه يجب أن يكون جزءًا من التربية الوطنية للمساهمة في الحفاظ على هذا التراث الغني.