تمر الذكرى الأولى لوفاة العميد المتقاعد محمد سالم المعايطة "أبو أمية"، أحد أروع قادة جهاز الأمن العام وأكثرهم احتراماً وتقديراً. قائدٌ عُرف بجديته وتفانيه في العمل، لكنه كان أكثر من ذلك بكثير. فقد كان إنساناً قبل أن يكون ضابطاً، وكان دائماً مثالاً للخلق الرفيع والصدق والإخلاص، مما جعله يحظى باحترام الجميع.
"أبو أمية" لم يكن فقط قائدًا في ميدان عمله، بل كان معلمًا وصديقًا لكل من عمل معه. كان يشرف على مهامه بنزاهة تامة، ويعزز القيم الإنسانية في عمله اليومي. لذا، كان رحيله عن عالمنا بمثابة صدمة لكل من عرفوه، خاصة لأولئك الذين تشرفوا بأن يكونوا تلاميذ له.
شخصياً، كان لي شرف أن أكون أحد تلاميذ هذا الرجل الفذ، وقد تعلمت منه الكثير ليس فقط في مجال العمل الأمني، ولكن في الحياة بشكل عام. لقد كان دائمًا يشجعنا على أن نكون أفضل في كل ما نقوم به، ويعلمنا القيم النبيلة التي يجب أن نتحلى بها في حياتنا اليومية. كانت توجيهاته دائمًا مليئة بالحكمة والرحمة، وكان يقدم النصائح بطريقة تجعلنا نقتنع بها ونلتزم بها عن طيب خاطر.
في الذكرى الأولى لرحيله، نرفع أكفنا بالدعاء أن يتغمده الله بواسع رحمته ورضوانه، وأن يتقبله في فسيح جناته. نعلم أن غيابه قد خلف فراغًا كبيرًا في قلوبنا، ولكننا نجد العزاء في ذكرياته الطيبة، وفي التأثير الإيجابي الذي تركه في حياتنا وفي مسيرتنا المهنية والشخصية.
اللهم آمين، رحمك الله يا أبا أمية، وأنت الذي لن ننساك أبدًا، فقد رحلت جسدًا، لكنك ستظل حيًا في قلوبنا وذكرياتنا.