في اليوم الأول من عام 2025، أقول، لك الحمد ربِّ على ما انعمت وتممت، نعم عامٌ مرّ يطفو بالمتناقضات لكن تعلمنا منه المزيد، فلو لم يكن هذا العام مركباً لما عاش معظمنا فيه بعض لحظات من الخير والجمال من جهة، ولا رأى بعضناً فيه بعضاً من ترهات السوء والقبح من جهة أخرى.
فالحمد لله الذي جعله عام إختبار وإمتحان وتجربة مريرة لنا وجعل نهايته خاتمة خير تنتهي بكل ما بها من ذكريات مؤلمة وسعيدة على حد سواء، نعم، كانت السنة الأصعب في حياتنا رغم تذوقنا ما هو أصعب منها في سابقاتها، لكنها سنة جعلتنا نعيش مع ظروف مترددة بخط بياني متعرج،، صعوداً ونزولاً ولربما الميزة الوحيدة فيها على الصعيد الشخصي كان زيادة رصيد معارفي من المعارف والاصدقاء الأخيار،، فكانت هناك جموع إستحقت أن أرفع لها القبعات احتراماً وتقديراً، وكانت جموع اخرى سلمني الله بلطفه منهم.
تركز الجمال في عامي المنصرم بـيقيني أن الله جل وعلا كان يحطيني بإهتمامه ورعايته، وينقلني من حال الى حال، بدون اختيار مني، لم يكن اختيار مني بقدر ما كان منحة لي ورضا
وكنت أعتقد لوهلة أن باب الفرج بعيد، وطريق النجاح صعب الوصول اليه، لكنه بكرم الله جعله عام فيه أكبر تجاربي التي مرّت عليّ كأنها طرفة عين، تعلمت منها تفهم الإنسان لمدلول التقدير بإعتباره مصطلح شاع ذكره في أدبيات فن الإجتماع تأكدت أن لكل إنسان أجلٌ وكتاب له عيش تفاصيله، وعرفت وجود شىء يسمى "السعادة بالأهداف" كعلم الإدارة الذي به "الإدارة بالأهداف"، وأدركت بإمكانية تلذذي بالحياة ما دمت مستمرة بالسعى وراء تحقيق أهدافي النبيلة، والقناعة عندي لا تزال "كنزاً لا يفنى" ما دامت تكمن خلفها "راحة النفس" أو "راحة الضمير" أو "حسن الظن" بالله.
اليوم، أقول وداعاً لسنة 2024، وأكرر كم أنا ممنونة لها لأنها علمتني من تاريخ أحداثها الكثير، وكانت سنة حبلى بالإنجاز والفرص الجميلة، لعل أهمها على الإطلاق صدور كتابي الأول، "تباريح الشوق" فهذا الحدث بالذات، يبقى من الذكريات التي لا يمكن أن تنتسى.
سأظل معكم وبكم واليكم أنشد الأمل والحب والحلم بغد أجمل وأرقى، وكل عام وأسرتنا الأردنية الكبيرة بألف خير.