طالب عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ومستشار علاج الأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي بضرورة التعامل مع التحديات التي يطرحها فيروس نوروفيروس (التقيؤ الشتوي) في الأردن.
وبين في تصريح إلى 'الرأي' أن فيروس نوروفيروس والذي يشار إليه غالبا باسم 'فيروس التقيؤ الشتوي'، يعد فيروسا شديد العدوى يسبب التهاب المعدة والأمعاء الحاد، وهو مصدر قلق كبير للصحة العامة على مستوى العالم بما في ذلك في الأردن ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وينتشر فيروس نوروفيروس بسهولة من خلال طرق مختلفة وفق بلعاوي، من خلال الاتصال المباشر بشخص مصاب، أو تناول طعام أو ماء ملوث، ولمس الأسطح الملوثة هي طرق شائعة للانتقال.
وأضاف أنه يتميز بمرونته الشديدة، حيث يمكنه البقاء على قيد الحياة على الأسطح لفترات طويلة، مما يجعله ينتقل بسهولة في البيئات المزدحمة مثل المدارس ودور رعاية الأطفال والمستشفيات، علاوة على ذلك، يمكن للجسيمات المحمولة جوا التي تحتوي على الفيروس أن تساهم في انتشاره، خاصة أثناء نوبات التقيؤ.
وعن الأعراض، أوضح بلعاوي أنها تظهر عادة في غضون 12-48 ساعة من التعرض، ويمكن أن تستمر لمدة يوم إلى ثلاثة أيام، وتشمل الأعراض الشائعة، كالتقيؤ والإسهال والغثيان وتقلصات المعدة، وأحيانا حمى منخفضة الدرجة.
وتابع بأنه في حين أن هذه الأعراض مزعجة بشكل عام، إلا أنها عادة ما تكون محدودة ذاتيا لدى الأفراد الأصحاء، ومع ذلك، بالنسبة للفئات السكانية الضعيفة، مثل الرضع وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، يمكن أن يؤدي فيروس نوروفيروس إلى الجفاف ومضاعفات خطيرة أخرى تتطلب عناية طبية.
واعتبر بلعاوي أن الأردن لا يُجري بشكل روتيني الاختبارات المعملية المستخدمة لتأكيد إصابات نوروفيروس عبر سكانه الوطني، (مما يعني أنه من المحتمل أن يحدث نقص في الإبلاغ)، فقد يتكهن المرء بأن المعدلات المماثلة للبلدان المجاورة قد تسود داخل الأردن أيضا.
وتعتمد الوقاية من عدوى نوروفيروس كما ذكر، على ممارسات النظافة الدقيقة، وهذه التدابير مهمة بشكل خاص في الأشهر الباردة، عندما يكون الفيروس أكثر انتشارا، مثل غسل اليدين بانتظام وبشكل شامل خاصة بعد استخدام المرحاض، وتغيير الحفاضات، وقبل الأكل أو تحضير الطعام، وبعد ملامسة الأسطح الملوثة المحتملة.
كذلك لفت بلعاوي أن الوقاية تشمل سلامة الأغذية، من خلال اتباع تقنيات التعامل الآمن مع الطعام، والتطهير كتنظيف الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر، مثل مقابض الأبواب وأسطح العمل ومفاتيح الإضاءة، بالإضافة للعزل لتجنب نقل الفيروس للآخرين، وتوقفه بعد 24-48 ساعة من مرور يومين خالية من الأعراض.
وفيما يخص العلاج، نوه إلى أنه لا يوجد دواء محدد لعلاج عدوى نوروفيروس، إذ يركز العلاج بشكل أساسي على إدارة الأعراض ومنع الجفاف، كترطيب الجسم وشرب الكثير من السوائل، وتجنب المشروبات السكرية لأنها يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأعراض، وأخذ قسط كبير من الراحة، ناهيك عن الرعاية الطبية خصوصا الرضع والأطفال الصغار وكبار السن، والأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
وفيما يتعلق بالتعامل مع التحديات التي يطرحها نوروفيروس في الأردن، نبه بلعاوي ضرورة اتباع نهج متعدد الأوجه، والذي يشمل إنشاء نظام مراقبة قوي أمر بالغ الأهمية لتتبع تفشي نوروفيروس وفهم وبائيته، والبحث الإضافي كونه ضروري لتحديد عوامل الخطر المحددة، وتحسين تقنيات التشخيص، وتقييم إمكانات العلاج واستراتيجيات الوقاية، بالإضافة لتثقيف الجمهور حول الفيروس وانتقاله وطرق الوقاية منه.
وشدد على أنه من خلال تنفيذ هذه الاستراتيجيات، يمكن للأردن التخفيف بشكل فعال من تأثير نوروفيروس وحماية سكانه من هذا الفيروس الموهن، إذ تُعد البقاء على اطلاع وممارسة النظافة الدقيقة، والتماس العناية الطبية عند الضرورة خطوات حيوية في مكافحة عدوى نوروفيروس وضمان الصحة العامة.الراي