تواجه العديد من البلديات في الأردن تحديات كبيرة في مجال العجز المالي والمديونية، حيث تفتقر العديد من المدن والقرى إلى البنية التحتية الملائمة، ما ينعكس سلبًا على جودة الحياة للمواطنين. فالطرق المكسرة والشوارع المحفورة أصبحت مشهدًا مألوفًا في الكثير من المدن، مثل الزرقاء، التي بحاجة إلى اهتمام بالغ لتطوير البنية التحتية بما يحقق الاستدامة والازدهار.
لكن، عندما نلاحظ النجاح الكبير لأمانة عمان الكبرى، نجد نموذجًا يحتذى به في الإدارة المالية المتوازنة والعمل الجاد على تحسين المدينة. فبفضل النزاهة والتخطيط المدروس، أصبحت عمان واحدة من أرقى المدن في الشرق الأوسط في مجالات النظافة وتطوير الطرق. لماذا لا نطبق هذا النموذج في باقي المحافظات؟ لماذا لا يتم العمل على تقليص المديونية في البلديات الأخرى والاهتمام بكل شارع؟
مما لا شك فيه أن العقبة تمثل أيضًا نموذجًا رائعًا في العناية بالشوارع والنظافة العامة، وتظل تساؤلاتنا مشروعة: لماذا لا نرى نفس الاهتمام في الزرقاء أو غيرها من المدن؟ والسبب يعود في الغالب إلى تراكم الديون وعدم القدرة على تحقيق خطط تطويرية بسبب العجز المستمر.
إن الحلول الجذرية تبدأ بتطوير الادارة المحلية، وعمل امانة مثل امانة عمان لكل محاظة لتعزيز قدرة البلديات على إدارة مواردها بشكل فعال، مع اعتماد سياسات مالية شاملة تهدف إلى تقليل المديونية وتحفيز الاقتصاد المحلي. يجب أن تتبنى الحكومة خطة استراتيجية لدعم البلديات، تتضمن تحسين البنية التحتية، وتطوير مشاريع اقتصادية يمكن أن تؤدي إلى تحفيز النمو المحلي وخلق فرص عمل.
لتصبح جميع المحافظات في الأردن مثل أمانة عمان الكبرى، يجب أن نتبنى ثقافة من العمل الجاد والإدارة المالية الحكيمة، من أجل تحقيق التوازن المالي والنمو المستدام، وتحسين جودة الحياة للمواطنين في كافة أنحاء المملكة.