نيروز الإخبارية : سلط برنامج "عين على القدس"، الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، الضوء على نشأة وأثر المسيحية الصهيونية على فلسطين والمسيحيين في الشرق الأوسط"، والمؤتمر الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي حول هذا الموضوع في موقع المغطس، برعاية سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته.
وتناول تقرير البرنامج المُعَد في القدس آراء عدد من رجال الدين المسيحي حول نشأة المسيحية الصهيونية وخطورتها.
وأوضح النائب البطريركي العام، المطران وليم الشوملي، أن المسيحية الصهيونية لم تنشأ في الشرق الأوسط، بل ظهرت بعد الإصلاح الذي حدث في القرن السادس عشر.
وقال إن الفكرة انتشرت أولاً في بريطانيا، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة، حيث يبلغ عدد المؤمنين بهذا الفكر المتطرف نحو 40 مليون شخص، مشيرا إلى أن هذا الفكر يربط بين أرض فلسطين وعودة اليهود إليها باعتبار ذلك "حقًا دينيًا".
وبين أن هذا الفكر يقوم على فكرة خاطئة مفادها أن "المسيح سيأتي لمدة ألف سنة، يصبح خلالها جميع اليهود مسيحيين"، مضيفا "لا يوجد أي وعد إلهي بإعطاء أرض فلسطين لليهود"، وفقًا للكتاب المقدس، مشددا على ضرورة مقاومة هذه الفكرة التي بلغت ذروتها في وعد بلفور، الذي كان سياسيًا وليس دينيًا.
من جانبه، أكد رئيس الأساقفة الأنجليكان في القدس، المطران حسام نعوم، أن فكر المسيحية الصهيونية يخدم "نظرة استعمارية معينة"، وأن كنائس الشرق الأوسط ترفض بشكل قاطع استخدام "تعابير دينية" لتبرير مشروع استيطاني في دولة مأهولة بالسكان، مع تجاهل وجودهم، بمن فيهم المسيحيون.
وأوضح المطران نعوم أن هذا الفكر موجَّه إلى الغرب، وأن الفلسطينيين هم الضحية الأساسية له والكنائس الموجودة منذ آلاف السنين، أي قبل انتشار المسيحية في الغرب، مشيرًا إلى أن الديانة المسيحية بدأت من القدس.
وحول المؤتمر، قال المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى، الدكتور وصفي الكيلاني، إن التحضير لهذا المؤتمر جاء تحت عنوان "أثر المسيحية الصهيونية على المسيحيين في الشرق الأوسط"، واستمر عامًا ونصف بالتعاون بين مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي وجامعة دار الكلمة، وبرعاية مباشرة من الأمير غازي بن محمد.
وأضاف إن أهمية المؤتمر تكمن في مناقشته "مرضًا" عمره أكثر من 400 عام، وبدأ تنفيذه على أرض الواقع منذ نحو مئتي عام، مشيرا إلى أنه، رغم أن الحديث عن النتائج ما زال مبكرًا، إلا أن حل المشكلة يبدأ بالتعرف عليها وبحثها من قبل الخبراء والمتضررين منها، وعلى رأسهم المسلمون والمسيحيون في فلسطين.
بدوره، أكد مؤسس ورئيس جامعة دار الكلمة وعضو اللجنة التوجيهية للمؤتمر، القس الدكتور متري الراهب، أن الأمير غازي بن محمد أراد أن يبدأ هذا المؤتمر من المغطس، وهو المكان الذي تعمَّد فيه السيد المسيح، للتأكيد أن المسيحية لم تأتِ من الغرب، بل هي "نبتة فلسطينية بامتياز"، انطلقت شرارتها على ضفاف نهر الأردن.
وأوضح الراهب أن المؤتمر عُقد بمشاركة شخصيات من 17 دولة، ينتمون إلى قطاعات مختلفة، من بينها أساتذة جامعات كتبوا وبحثوا في موضوع المسيحية الصهيونية بطريقة علمية، ورجال دين يمتلكون "نفوذًا وثقلًا" عالميًا، بما في ذلك رؤساء كنائس.
واشار الراهب إلى أن جذور المسيحية الصهيونية تعود إلى القرون الوسطى في أوروبا، وكانت تقوم على ركائز رئيسة، أولها الاعتقاد بأن لليهود دورًا مهمًا في تاريخ الخلاص، وأن لهم ارتباطًا بالأرض الفلسطينية، مبينا ان الكره الدفين للإسلام انطلق من العداء للإمبراطورية العثمانية التي وصلت إلى مشارف فيينا، إضافة إلى احتقار المسيحيين الشرقيين.