تهيئةُ مكانٍ لوضعِ ساريةِ العلم في المباني الجديدة
كلّما رفرف العلم الأردني عاليًا، في القلوب قبل المباني اشرأبّت أعناقنا بما تحمله بلادنا من رمزية لقوة الأردن وتاريخه المُشرّف، ورسالة مستمرة للأجيال القادمة بأن الانتماء للوطن هو أساس التقدم والازدهار.
في خطوة لافتة نحو ترسيخ قيم الانتماء وتعزيز الهوية الوطنية، أقرَّت الحكومة الأردنية تعديلًا على أنظمة الأبنية يقضي بإلزام المباني الجديدة بتهيئة مكان لوضع سارية العلم.
هذه الخطوة، وإن بدت تنظيمية في ظاهرها، لكنها جوهريا تحمل دلالات عميقة على أهمية الرمز الوطني في حياة المواطنين ودوره في ترسيخ الانتماء للوطن.
نُدرك يقينًا أن العلم رمزٌ للهوية الوطنية، فالعلم الأردني يعتبر أحد أهم الرموز الوطنية التي تجمع أبناء الوطن تحت راية واحدة، فهو يمثل تاريخ البلاد ونضالها ومسيرتها نحو الاستقلال والتقدم.
إن رفع العلم أمام المنازل والمباني ليس مجرّد إجراء شكلي، بل هو تعبيرٌ يومي عن الفخر بالوطن، واستحضارٌ دائمٌ للقيم الوطنية التي توحد الشعب.
لا شك أن للقرار أثرًا في تعزيز الانتماء الوطني، ولا سيما أنه يسير بهدوء ليعزز مفهوم الهوية الوطنية ولترسيخ القيم الوطنية في الأجيال الجديدة.
تذكّروا جيدًا أن نشأةَ أطفالِنا وهم يرون علم بلادهم يرفرف أمام منازلهم ومدارسهم، حتمًا سيتعزز لديهم الشعور بالانتماء والفخر الوطني، وهذا أكثر من مهم.
في القرار أيضًا هرسٌ حقيقيٌّ للهويات الفرعية، فهو خيطٌ ناظمٌ لمشاعرَ الوحدةِ الوطنية، طالما آمّنا أن العلمَ يُعدّ نقطة التقاء بين المواطنين من مختلف الفئات والمناطق، فالعلم يجسّدُ وحدةَ البلادِ وتاريخَها المشترك.
لا شك أن رفرفة العلم على بوابات المنازل والمؤسسات وفي الفضاء العام سيسهم في تذكير المواطنين بقيمة الوطن وأهمية الحفاظ على مكتسباته، ما يُعزِّزُ المسؤولية الوطنية لدى الأفراد.
إن رفرفة العلم مشهدٌ حضاري، يعكسُ وحدةَ الأردن واحترامَ شعبهِ لرموزه الوطنية.
في الحقيقة، لا يقتصر تأثير القرار على الجوانب الوطنية، بل يمتد إلى تعزيز الوعي الثقافي والتاريخي، فلا شك أن رفع العلم سيكون محفزًا للمواطنين لمعرفة دلالاته ورموزه، ما يُعمّق فهمهم لهويتهم الوطنية.
المطلوب اليوم تعميم الفكرة عبر حملات توعوية وإعلامية، وربطها بمبادرات وطنية، قادرة على ترسيخ قيم الانتماء وتعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن في وقت بالغ الحساسية.