وقد لاقت كلمة السفير العجلوني ترحيبًا واسعًا من المشاركين في المنتدى وعلى رأسهم معالي الدكتور الحراصي وزير الاعلام ومعالي الشيخ خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى وسعادة الدكتور حمد آلبو سعيدي محافظ البريمي وسعادة الدكتور سلطان اليحيائي رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي ورئيس المنتدى، حيث أكد خلالها على أن الإعلام يشكل أداة أساسية لرفع الوعي الدولي حول المواقع السياحية والفرص الاستثمارية في الدول العربية. كما أشار إلى أن الإعلام ليس فقط وسيلة للترويج، بل هو جسر لتوصيل القصص الإنسانية والتاريخية التي تجعل هذه الوجهات أكثر جذبًا للزوار من مختلف أنحاء العالم.

وفي ورقة العمل الاستراتيجية التي قدمها السفير العجلوني في اليوم الثاني للمنتدى، استعرض فيها مجموعة من الأمثلة الناجحة التي يُمكن للإعلام تسليط الضوء عليها في الأردن، مثل البتراء المدينة الوردية الشهيرة التي تُعد واحدة من عجائب الدنيا السبع، والتي تحظى بشعبية كبيرة بين السياح في العالم. كما سلط الضوء على موقع البحر الأحمر في العقبة الذي يعد وجهة مثالية للغواصين، إضافة إلى موقع البحر الميت الذي يشتهر بكونه أخفض نقطة على سطح الأرض ويستقطب الزوار من جميع أنحاء العالم، وعماد السيد المسيح، ووادي رم، ومدينة جرش وعجلون، وغيرها من المواقع التي تمتاز بتاريخها العريق وجمالها الطبيعي. كما دعا الإعلاميين إلى الاستفادة من وسائل الإعلام الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي في استعراض هذه المواقع بشكل مبتكر وجذاب.

هذا وقد أثنى الحضور على ورقة العمل التي قدمها السفير العجلوني، مشيدين بالتوجهات الاستراتيجية التي طرحها لتعزيز التعاون بين الإعلام والقطاع السياحي في الترويج للمواقع السياحية العربية بشكل جماعي.

وقد أشار السفير العجلوني أن الإعلام الرقمي يمثل أداة فعالة للوصول إلى جمهور أوسع، مشيرًا إلى أن استخدام المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي وتوظيف تقنيات الواقع الافتراضي يمكن أن يسهم في تقديم تجربة سياحية غامرة للمشاهدين.

ويُعد المنتدى الأول لدور الاعلام في الترويج السياحي والاستثمار في محافظة البريمي العُمانية المجاورة لمدينة العين الإماراتية منصة مثالية لتبادل الخبرات بين الدول العربية، حيث يساهم في دعم استراتيجيات الإعلام السياحي والارتقاء بها نحو آفاق جديدة. وقد أبدى المشاركون من مختلف الدول العربية إعجابهم بالحوار البناء الذي دار خلال الجلسات وورش العمل، وأشادوا بالدور الكبير للإعلام في ترويج السياحة وتعزيز فرص الاستثمار.

وفي ختام كلمته أكدت السفير العجلوني على أهمية تعزيز التعاون بين الإعلاميين من جميع الدول العربية لدعم السياحة كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي والاستثمار، مع التأكيد على أهمية استثمار الإعلام الرقمي كأداة فعالة. و في هذا السياق يمكن الاستفادة من تجربة الأردن، هذه التجربة العريقة، حيث حَقّقت هيئة تنشيط السياحة الأردنية إنجازاً عالمياً جديداً بفوز الاردن بجائزة "أفضل وجهة سياحية في العالم" ضمن جوائز LUXURY TIMES 2024، التي تُعد واحدة من أبرز المحافل العالمية لتكريم الهيئات والمؤسسات السياحية المتميزة، جاء ذلك خلال حفل أقيم في العاصمة الصينية بكين بحضور نخبة من ممثلي قطاع السياحة العالمي. وبهذه المناسبة، قال مدير عام هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبد والرزاق عربيات: "إن هذا التكريم يعكس الجهود المستمرة التي تبذلها الهيئة لتعزيز مكانة الأردن كوجهة سياحية متميزة، كما نسعى للاستمرار في تقديم تجارب استثنائية للسياح، والتركيز على الابتكار في الترويج للسياحة الأردنية."

وتأتي أهمية هذا المنتدى من الدور البارز الذي لعبته العديد من الشخصيات السياسية والإعلامية العمانية في تنظيمه ونجاحه. فقد كان لمعالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي وزير الاعلام العماني، دور كبير في تعزيز استراتيجية السلطنة في مجال السياحة والترويج لها على مستوى العالم. وشدد على أهمية تطوير السياحة كمحرك رئيسي للاقتصاد العماني، وأكد على ضرورة التعاون بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة لتسويق الوجهات السياحية العمانية بفعالية.

كما كان لمعالي الشيخ الدكتور خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى العماني حضور لافت، حيث ألقى كلمة سلطت الضوء على أهمية السياحة في التنمية المستدامة وتوفير فرص العمل. وأكد معاليه على دور الإعلام في دعم هذا القطاع وتحقيق رؤية عُمان 2040 في جعل السياحة ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.

أما سعادة محمد بن سعيد المعمري محافظة البريمي ، فقد كان له دور بارز في استضافة المنتدى في البريمي، حيث أعرب عن فخره بقدرة المحافظة على استضافة هذا الحدث الكبير، الذي يعكس رؤية السلطنة في تعزيز مكانتها السياحية والاقتصادية. وقد عمل المحافظ المعمري على تسهيل كافة الترتيبات اللوجستية والإدارية لضمان سير المنتدى بنجاح.

كما كان للدكتور سلطان اليحيائي رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي ورئيس المنتدى، الدور الكبير في تنسيق وتنظيم المنتدى. فقد قدم الدكتور اليحيائي العديد من العروض التقديمية التي تناولت استراتيجيات ترويج السياحة العمانية، وعرض نتائج الدراسات حول أحدث الاتجاهات في السياحة والإعلام، مما أسهم بشكل مباشر في إثراء النقاشات وورش العمل التي عقدت ضمن المنتدى.

ويأتي هذا المنتدى في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تعزيز صورة الدول العربية على المستوى السياحي والترويجي، حيث يشهد القطاع السياحي إقبالاً متزايدًا من السياح والمستثمرين. فقد شكل المنتدى منصة مثالية لتبادل الخبرات والاطلاع على أفضل الممارسات في استخدام الإعلام كأداة رئيسية للترويج للسياحة، ولتعزيز القدرة التنافسية للمنطقة العربية في هذا المجال.

وخلص المنتدى الى عدد من التوصيات الهامة والتي تهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول العربية في مجالات الإعلام السياحي والاستثمار. ومن أبرز هذه التوصيات تشجيع استخدام الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال لتسويق السياحة، بالإضافة إلى تأسيس شراكات استراتيجية بين الحكومات والمؤسسات الإعلامية لتطوير المشاريع السياحية المستدامة في البلدان العربية. وضرورة تنفيذ التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة لدعم الشراكة الخليجية في قطاعي السياحة والاستثمار، والنهوض بمقومات محافظة البريمي السياحية لجعلها وجهة سياحية عربية، إلى جانب التأكيد على تعزيز سياحة المؤتمرات وتحسين التنظيم والإدارة، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تطوير المشروعات السياحية، بالإضافة إلى ضرورة توثيق وترويج المعالم السياحية عبر الإعلام، والعمل على تنويع الأسواق السياحية واستهداف السوق الآسيوي.