كلي فخر أنني تربيت على يد قائدٍ عسكري، رجل حمل على أكتافه رتبًا وأوسمة تشهد على مسيرته المشرفة، وزين جبينه شعار الجيش العربي بكل شموخ. كبرت وأنا أرى في منزلي البذلة العسكرية رمزًا للعزة، والبسطار المغبر دليلًا على الإخلاص لتراب الوطن الطاهر.
منذ صغري، كنت أسمع من أبي ورفاقه عن حبهم الكبير للوطن، عن استعدادهم للتضحية بأرواحهم دفاعًا عنه، عن مواقف البطولة التي عاشوها في ساحات الشرف، عن قصصٍ حفرت في ذاكرتي معنى الانتماء الحقيقي. ومع كل حكاية، كنت أدرك أكثر فأكثر حجم العطاء الذي يقدمه جنودنا الأبطال، وأشعر بالامتنان لأولئك الذين وقفوا سدًّا منيعًا في وجه الأعداء.
لم يكن حب الوطن مجرد كلمات في بيتنا، بل كان سلوكًا وتضحية، فقد سطر أجدادي بدمائهم صفحات مشرقة في معارك الدفاع عن فلسطين، وتركوا إرثًا من العزة والفداء. واليوم، في يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، أجدها فرصة لأوجه تحية إجلال وإكبار إلى والدي، اللواء الركن المتقاعد محمد الزويري، وعمي العميد الركن المتقاعد ياسين الزويري، اللذين كانا مثالًا للعطاء والتفاني.
شكرًا لك يا أبي على خدمتك النبيلة، وعلى ما غرسته في قلوبنا من حب ووفاء لهذا الوطن العظيم. أدعو الله أن يطيل عمرك ويديمك تاجًا فوق رؤوسنا، فمثلكم أنتم الرجال الذين صنعوا المجد، تستحقون منّا كل الوفاء والاحترام.