بعد كل ما جرى خلال الأيام الماضية من لقاء جلالة الملك بالرئيس ترامب، وما تبعه من تحليلات وتفسيرات تراوحت بين معارضة مجحفة وموالاة مبالغ فيها ومنفّرة، نجد غياب الكثيرين من المعنيين بتصحيح المسارات وتقويم الاعوجاج بطرح رؤى وطنية تُغلِّب المصلحة العامة، وذلك في ظل ما طرحه جلالة الملك منذ لقائه مع الرئيس ترامب وحتى اجتماعه مع المتقاعدين العسكريين، حيث أوضح جلالته – فيما بين السطور – خطورة المرحلة الحالية، وسبل مواجهتها والسيطرة على مجرياتها داخليًا وخارجيًا.
أما فيما يتعلق بالدور الخارجي، فهو مسؤولية الحكومة ووزاراتها المعنية، ولكن يبقى السؤال الأهم: أين دور الهيئات الثقافية؟ وهل تتحمل مسؤوليتها تجاه المشهد الثقافي، الذي لا يمكن فصله عن الواقع السياسي والاجتماعي الذي نعيشه؟ وأين وزارة الثقافة ؟ من تحريك المشهد الثقافي ليواكب مؤسسات المجتمع المدني مع مؤسسات الدولة الرسمية، إذا اعتبرنا أن المعركة هي معركة الجميع، وأن نجاحها يتطلب تكاتف الجهود في مواجهة أعداء أعدّوا عدتهم للنيل من وطننا، لا قدّر الله؟
وهنا، أطالب من الهيئات الثقافية، التعاون مع مديريات الثقافة ووزارة الثقافة، بشحذ الهمم والقيام بواجبها تجاه وطننا الحبيب، من خلال التركيز على نبذ عوامل الفرقة، وتعزيز التفاف الشعب حول قيادته الهاشمية ، وعدم الانجرار وراء الشائعات ، والتصدي لمروجي المعلومات المضللة بالحجة الدامغة والمعلومة الصادقة الموثقة ، وذلك عبر الندوات والمحاضرات والنشرات ووسائل التواصل الاجتماعي .
ولنا في التجربة الثقافية التي خاضها الحلفاء في حربهم ضد النازية مثال واضح، حيث كشفوا زيف دعاياتها، وحشدوا الرأي العام ضد جرائمها، ووظفوا وسائل الإعلام بفاعلية لتحقيق الهدف المنشود في مواجهة العدو.