يعتبر من اقصر شوارع الوسط التجاري في مدينة الزرقاء وهو يقابل محطة قطارها من شارع الجيش ، تسير فيه فتشعر أنك تعايش الزرقاء مع لحظات تأسيسها في بداية القرن الماضي من خلال هدوءه بالنسبة للشوارع الأخرى التي تجاوره ، يقع فيه العديد من المباني التاريخية التي تأسست مع بداية المدينة مثل دير الروم الكاثوليك فضلاً عن بضع محلات لتفصيل أجندة السلاح الجلد المزركش وأخرى لخياطة وبيع اللباس العربي يديرها خياطون كبار بالسن يعرفون زبائنهم جيداً الذين يأتونهم من الزرقاء وجوارها البدوي ، ويضم الشارع ايضاً بجانبيه دكاكين بيع التبغ العربي "الهيشي" والدبس وحوانيت بيع الحبوب والعلف وصولاً الى محل العطارة المشهور بروائح موجوداته الجميلة النافذة للأنف .
كان يقع في بداية هذا الشارع كما يقول كبار السن بنك كرندليز الذي كان وارثاً لعمل البنك العثماني لغاية بداية القرن الحالي حيث كان بمثابة البنك الوحيد الذي يخدم ابناء الزرقاء قبل انتشار البنوك الحالية في بداية الربع الأخير من القرن الماضي ، وموقع هذا الشارع بمحاذاة المحطة تجعله امتداداً ومدخلاً غربياً لها باتجاه الزرقاء التي كان نشوءها الحديث مع تأسيس المحطة ووصول الخط الحديدي القادم من دمشق باتجاه الديار الحجازية المقدسة عام 1900م ، وبعدها اصبحت هذه المدينة مركزاً لاستقطاب الشيشان والشوام والمعانية للعمل في محطتها وتم فتح الحوانيت لتأمين مستلزمات مسافري المحطة والقبائل البدوية المجاورة ، ومع تأسيس الدولة الأردنية كانت النهوض الكبير للزرقاء فأصبحت مدينة العمال والعسكر وأستقطبت الجميع من ضفتي الاردن وغيرها بما عرفت عنه من توفر فرص العمل فضلاً عن رخص اسعار المواد بها مقارنة بغيرها فكانت الحنونة على ابناءها كافة .
الزرقاء وهي تتهيأ للاحتفال قريباً بمئوية بلديتها تشعر ان تاريخها المعاصر مع انشاء محطتها في نهاية العصر العثماني او بلديتها مع بداية العهد الهاشمي هو امتداد لتاريخها الذي جمع الانسان القديم في خربها الأثرية في البتراوي وخو وجناعة و مستوطنات نهر الزرقاء والتي تعود لما قبل الألف الثالث قبل الميلاد ، وهي ترى أيضاً في بدايتها المعاصرة في محطة قطارها والجسور والقناطر الموجودة على سكة حديدها في مدينة الشرق وجناعة وصولا لشارع السلطان عبدالحميد الثاني وما يحويه من منمنمات مهنية وتراثية وتاريخية تحاكي مجتمع المدينة وتاريخها بمثابة دافعاً قوياً لان يكون هنالك وسط سياحي وتراثي يحاكي تراث وثقافة الزرقاء بما تحويه من مجتمعها الذي يضم كل جميل كأردن مصغر .
شارع السلطان عبدالحميد الثاني مع امتداده القريب لمحطة القطار يمثل منطلقاً لمشروع تأهيل الوسط السياحي والتراثي والثقافي في الزرقاء ، وهو مشروع اثبت فعاليته بالنهوض بمنطقة وسط البلد في كثير من مدننا الاردنية مثل عمان واربد والسلط بل وحمل الأخيرة لتكون موقعاً للتراث الانساني العالمي في اليونسكو ، والاهتمام بالموضوع شعرت فيه مع لقائي مع عمدة الزرقاء المهندس عماد المومني للانطلاق بالفكرة والمشروع ، وهذه رسالة للبلدية ومؤسسة الخط الحديدي الحجازي الذين بحكم تواصلي الدائم معهم ادرك تماماً اهتمامهم بكل مفيد وجميل ليرى المشروع النور بأقرب وقت .
وهذه دعوة للجميع من المهتمين والمعنيين لدعم بلدية الزرقاء ومؤسسة الخط الحديدي الحجازي في أبراز هذا العبق الجميل الذي يخالط الخاطر عند المرور بشارع السلطان عبدالحميد الثاني وجعله على ارض الواقع ليشعر به ابن الزرقاء وزائرها .