في يوم المرأة العالمي، أُهدي تحية محبة لكل أنثى في هذا الكون الواسع، وأهمس لها: حافظي على شغفك بالحياة، فالبعض ينتظر أن تنطفئ شعلة الأمل بداخلك، ولكن ليكن قلبك شجاعًا ومستعدًا للاستماع بهدوء إلى عذوبة سمفونية الكون.
في كل صباح، هناك امرأة تنهض لتعيش الحياة بروح مليئة بالشغف، تعطي من حولها بمحبة وعاطفة صادقة. يراها البعض هشة كالزجاج، ولكنها في لحظة قد تتحول إلى درع مضاد للرصاص، لحماية أبنائها وحياتها.
تجسد الحب الحقيقي منذ أول ركلة في داخلها، تعلن لها بأنها أم، وبصرخة تحدث في الروح رجفة،تولد حياة.
القوة الأنثوية تشبه قصيدة شعرية جميلة الإيقاع. لقد وُصِفت المرأة بالعشبة البرية التي مهما عاندتها الرياح، تعود إلى طبيعتها، عصية على الانكسار.
تتجلى قوة المرأة في أقوالها وأفعالها، وبرفضها قبول الظلم أو عدم المساواة، أو سلب حقها.
مواقف المرأة تنبع من فهم عميق لحقوقها، وأنها غير قابلة للتفاوض، بل مستحقة، سواء كانت متعلقة بالمهنة أو الحقوق المدنية والشرعية أو الاجتماعية.
حين تشعر المرأة بالظلم، يعلن حدسها الأنثوي ثورة بيضاء لا يمكن تجاهلها بالمراوغة، ولا بإنصاف الحلول.
إن الاعتراف بحقوق المرأة يتضمن معرفة حقها في التعليم والتوظيف، والميراث، والتقدير العام، والمشاركة السياسية، وغيرها من الحقوق الشخصية والاجتماعية.
ينبغي للمرأة أن تستمر في تأكيد المطالبة بحقوقها، خاصة وأنها في بعض الأحيان لا تُمنح طواعية، بل بالإصرار على نيلها.
في الأردن، تم بذل جهود كبيرة لتحسين وضع المرأة، وخاصة فيما يتعلق بالتوظيف والتعليم والمشاركة السياسية.
لقد تم زيادة تمثيل المرأة في المناصب القيادية، وتعزيز وصولها إلى المواقع السياسية المهمة، كما زاد الدعم والاهتمام بالحماية القانونية للمرأة، على الرغم من استمرار التحديات، وخاصة فيما يتعلق بالعنف المنزلي والتمييز القائم على النوع الاجتماعي.
الأردن يسير بخطى جادة في مجال تمكين المرأة واحترام حقوقها في المجتمع، بدعم من الملكة رانيا العبد الله والتي تمثل نموذج مثالي للمرأة العربية.
الملكة رانيا عضو في مجلس إدارة مؤسسة الأمم المتحدة، ومجلس أمناء المنتدى الاقتصادي العالمي، ومجلس المشرفين على لجنة الإنقاذ الدولية. وهي أول مدافعة بارزة عن الأطفال في اليونيسف، وكانت عضوًا في اللجنة رفيعة المستوى التي عينتها الأمم المتحدة لتقديم المشورة بشأن شكل ومحتوى أهداف التنمية المستدامة.
وتقديرًا لعملها وشخصيتها المتميزة، حصلت جلالتها على العديد من الجوائز العالمية والإقليمية، مما جعل منها قدوة قوية ونموذجًا ملهمًا للمرأة الأردنية والعربية.
في يوم المرأة، باقات محملة بالحب للملكة رانيا العبد الله، وتحية محملة بعبق الياسمين الأبيض لكل امرأة في العالم عربيا وعالميا، لكل امرأة ملهمة في العالم أجمل الأمنيات، وكل عام وأنتن بخير وسعادة.