يعتبر الفن الأردني جزءًا مهمًا من الهوية الثقافية للمملكة، حيث يعكس تاريخها وتراثها العريق، ويمثل وسيلة لتوثيق الموروث الشعبي ونقله عبر الأجيال، هناك غيابًا ملحوظًا للفنان الأردني الذي يجسد الشخصية الأردنية والتراث والفلكلور في الإنتاجات الفنية الحديثة. فما أسباب هذا الغياب؟ وما تأثيره على المشهد الثقافي الأردني؟ .
شهدت الساحة الفنية الأردنية تغيرات كبيرة في العقود الأخيرة، حيث تأثر الإنتاج الفني بالمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية. ومع هيمنة الأعمال التجارية والسعي وراء الأعمال ذات الطابع الجماهيري، تراجع الاهتمام بالمحتوى الفني الذي يعكس الهوية الأردنية الأصيلة.
تعاني صناعة الدراما والمسرح والفن الموسيقي في الأردن من قلة الدعم المادي والإنتاج المحلي، مما أدى إلى تراجع الأعمال التي تركز على التراث والفلكلور الأردني ، فغالبًا ما يكون تمويل الإنتاجات الفنية محدودًا، ويتركز الدعم على الأعمال التي تحقق نجاحًا تجاريًا سريعًا بدلاً من الأعمال التي تبرز الهوية الوطنية والموروث .
مع الانفتاح على الثقافات العالمية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الجمهور الأردني أكثر انجذابًا للأعمال ذات الطابع العصري أو المستوحاة من الثقافات الأخرى، مما أثر على الطلب على الأعمال الفنية المستمدة من التراث الأردني. وأدى ذلك إلى توجه الفنانين نحو المحتوى الذي يلقى رواجًا أوسع بدلًا من التركيز على الشخصيات الأردنية .
لا توجد استراتيجيات واضحة لدعم الفنانين والمبدعين الذين يسعون للحفاظ على التراث الأردني. فالمؤسسات الثقافية والإعلامية غالبًا ما تركز على الإنتاجات الحديثة دون إعطاء الأولوية للأعمال التراثية، مما أدى إلى تقلص حضور الفنانين الذين يجسدون الهوية الأردنية في المشهد الفني إضافة الى ندرة الكتاب والمخرجين المهتمين بالتراث وغياب الفنان الأردني المجسد للشخصية الأردنية هو تحدٍ يجب معالجته لضمان استمرار الهوية الثقافية للأردن في المشهد الفني. ومن خلال تشجيع الإنتاجات التي تبرز الهوية الأردنية، يمكن للفن الأردني أن يستعيد مكانته كوسيلة للحفاظ على التراث والتعبير عن الثقافة الأردنية الأصيلة.