التحدي( المالي) هو الابرز الذي تعاني منه جامعة اليرموك وشأنها في ذلك كباقي او كمعظم مؤسسات الدولة التي تصدت بحكمة قيادتها ووعي أبناء شعبها إلى ضغوطات افتصادية اثقلت موازنتها لكنها بقيت تواصل رسالتها وتحقق انجازات عظيمة راكمت من مكتسبات التنمية في مختلف المجالات، ولا تختلف جامعة اليرموك التي تقترب من مسيرة نصف قرن في خدمة الوطن والمواطن عن مثيلاتها من المؤسسات خاصة في ظل اسباب كثيرة ادت إلى تضاعف مديونيتها ولعل تراجع او قلة الدعم الحكومي لليرموك وشقيقاتها فضلا عن ديونها المستحقة لها على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على سبيل المثال كانت من بين الأسباب التي ألقت بظلال المشكلة المالية في هذه الآونة.
يريد البعض من الزميلات والزملاء الرافعين لشعارات حتمية التغيير والذين ما انفكوا يدعون إلى وقفات احتجاجية واعتصامات بين الحين والاخر، تحميل ملف مديونية الجامعة لشخص الرئيس على وجه التحديد الأمر الذي يتنافى مع ابجديات الاحتجاج والموضوعية إذ من غير الممكن أن نلقي باللائمة على إدارة يتقدمها الاستاذ الدكتور اسلام مساد ذلك إن القاصي والداني يعلم تماما أن هذا الملف تراكمي ظهرت بداياته واسبابه في زمن ادارات سابقة (فلا تزر وازرة وزر اخرى) وبكل حيادية والرجل مساد يقترب من نهاية السنة الرابعة من ولايته وترؤسه للجامعه يمكننا القول بأنه كان مجتهدا ومتفانيا في عمله ونظرته وسياسته التي سعى من خلالها إلى احراز تقدم ملحوظ في مسيرة الجامعه اكان ذلك عبر نافذة مجموعة من البرامج الأكاديمية والتخصصات التي تم استحداثها مواكبة لاحتياجات سوق العمل أو عبر نوافذ أخرى رأى الرجل انها تصب في خانة تقدم الجامعة كالنافذة الاستثمارية والمراتب المتقدمة التي حققتها الجامعه في تصنيفات عالمية من شأنها اعلاء سمعه الجامعه وتسويقها بالوجهة الصحيحة التي عادة ما تقود إلى استقطاب المزيد من الطلبة الدارسين فيها من دول عربية شقيقة وأخرى صديقة.
رئيس الجامعة وفي اكثر من مناسبة كان واضحا وصريحا ووضع النقاط على الحروف في مكانها بتجرد ووضوح وتكلم عن مديونية الجامعة بصورة اثقلت كاهلها واذا كان هذا منطق الدكتور مساد المطلق بعين الحقيقة فإن من الانصاف القول انه ومن غير المنطق الابقاء على الرأي بتزمت والذي ينادي به الزميلات والزملاء الحراكيين ممن نقدرهم ونحترمهم إذ صار واضحا لدى الغالبية العظمى إن الأمر يكاد لا يتجاوز حسابات آنية وشخصية ، فالخوف على مصلحة الجامعة وضمان سير مسيرتها إلى الأمام باعتبار ذلك غاية نبيلة وهدف للجميع، يقتضي الاحتكام إلى طاولة الحوار العقلاني والمفتوح مع إدارة الجامعه واكاد أجزم ان أبواب الادارة كما كانت مفتوحة على الدوام فانها لم تغلق ولن تغلق اليوم طالما كان السعي إلى حل مشكلة المديونية هو الجوهر والسبب في الدعوات المتكررة للوقفات الاحتجاجية.
تعنينا جامعة اليرموك فنحن ابناؤها وطلبتها كذلك والحفاظ على سير العملية التعليمية فيها بشكل اعتيادي مطلب لا يمكن أن يختلف عليه اثنان ومن هنا فإننا نجدد الدعوة للجميع للنقاش والحوار وتبادل الرأي في جلسات عصف ذهني وفكري تشخص المشكلة وتضع الحلول والبدائل، وكل ذلك يجب أن يتم بتجرد وعقلانية وبالابتعاد عن تشيخص المشكلة وربطها من ساسها لراسها برئيس معروف عنه صدقة واخلاصة وانتماءه لوطنه وقيادته الهاشمية وفوق ذلك نزاهته وامانته وعدم اقترابه من المال العام أو هدره ، وزد على ذلك رعايته الحثيثة للطلبة وتواصله المستمر معهم إيمانا منه بانهم قطب الرحى ومبرر وجود الجميع.
معنيون بابراز صورة ناصعة لجامعة اليرموك على الملأ، فهي جامعة وطن وكانت ولسوف تبقى مقصد الساعين للعلم النافع وقبلة الراغبين في دراسة تخصصات جديدة توائم سوق العمل المحلي والاقليمي والدولي، فلنتقي الله باليرموك وبالوطن وإنما الاعتصامات كالاعمال والله اعلم بالنوايا وانني في هذا المقام لاستذكر المثل العامي ( مش على رمانة ..علشان القلوب مليانه).