في هذه الليلة الرمضانية المميزة، اجتمع الأحبة والأصدقاء في بيتي، حيث امتزجت روحانية الشهر الفضيل بدفء اللقاءات الإنسانية. كانت سهرة نابضة بالحياة، جمعتنا المحبة والفكر، فتخللتها الضحكات والغناء والحوارات العميقة، واللحظات التي تبقى خالدة في الذاكرة. احتفلنا بأعياد ميلاد بعض الأحبة، وتذكرنا صديقنا الراحل المفكر ماهر سلامة، الذي تمر علينا بعد أيام ذكرى رحيله، فاستحضرنا فكره وآراءه.
اللقاء لم يكن مجرد جلسة عاديك أو سهر رمضاني تقليدي، بل كان فضاءً للنقاش والحوار المثري. كان عطوفة رمضان الرواشدة حاضرًا بأفكاره العميقة وتحليلاته الرصينة، حيث دار النقاش حول قضايا فكرية واجتماعية ودينية وتاريخية تلامس واقعنا،
وكان القس سامر عازر حاضرًا برؤيته الواسعة وتجربته الغنية، فكانت كلماته تنبض بالمحبة والسلام، ، وعن رسالة الأديان الحقيقية التي تدعو إلى الخير والمحبة والتواصل بين البشر. أكد أن لقاءات كهذه تعكس الصورة الحقيقية لمجتمع متماسك، يؤمن بالتعددية ويرى في الاختلاف مصدرًا للثراء الإنساني.
تباينت آراء الحاضرين، لكن الجميع اتفقوا على أن الحوار هو أساس الفهم المشترك، وأن بناء المجتمعات القوية يبدأ من دوائر العلاقات الإنسانية التي تقوم على الصدق والاحترام والتقدير.
وكما أسمتها الفنانة الجميلة الرائعة فوز شقير "لمة قطايف”، فقد أسميتها "لمة محبة”، لأنها جسدت معنى العطاء والود والتواصل. لا يهدأ بيتي دون وجود الأحبة، ولا يبتسم وجهي إلا بفرحهم، فالمحبة هي جوهر الحياة، والله محبة.
ليالي رمضان ليست فقط للصيام والقيام، بل هي أيضًا لتقوية الروابط، لتعزيز الفكر، ولإحياء القيم النبيلة. فلنجعل من بيوتنا بيوت محبة وفكر، لأن أجمل ما في الحياة لقاءات الأحبة التي تبقى أثرًا خالدًا في نفوسنا.