نيروز الإخبارية : يشهد شهر رمضان المبارك إقبالًا استثنائيًا على المطابخ الإنتاجية التي تتحول إلى "خلايا نحل" لتلبية الطلب المتزايد على الأطعمة التقليدية، ما يمنح الأسر فرصة التفرغ للعبادة والأنشطة الرمضانية دون عناء الطهي.
وتشكل المنشآت الصغيرة والمتوسطة ما نسبته 99.5 بالمئة من إجمالي المنشآت الاقتصادية العاملة في المملكة، وتشغل ما يقارب 60 بالمئة من إجمالي القوى العاملة، ولعل أبرز ما يميز المنشآت الصغيرة والمتوسطة كمصدر لتوفير فرص العمل هو مساهمتها في توفير ما يزيد على نصف فرص العمل المستحدثة سنوياً في الاقتصاد المحلي، وفقاً لما ورد في مسوحات فرص العمل المستحدثة والمنشورة من قبل دائرة الإحصاءات العامة.
وتقبل الممرضة القانونية في قسم الصحة المدرسية في مديرية صحة العقبة، كفاح صالح، على المطابخ الإنتاجية، خاصة في الشهر الفضيل، حيث تسهم في توفير الوقت لتحضير الأطعمة بمذاقات مختلفة.
ولا تقتصر تلك المطابخ على تلبية الطلبات التجارية، بل تمتد لتشمل العمل الخيري، حيث تسهم في إعداد وجبات للفئات المحتاجة، اذ تؤكد المحامية بسمة العواملة، أهمية دعم هذه المشاريع لدورها في تمكين المرأة اقتصاديًا وتحقيق التنمية المستدامة، لا سيما في مكافحة الفقر والجوع.
ويفضل المواطن محمد الهوادي، المطابخ الإنتاجية على المطاعم، مشيرًا إلى أنها تتيح خيارات صحية أفضل، مثل استبدال زيت القلي بزيت الزيتون واستخدام اللحوم البلدية.
وأوضحت أخصائية التغذية والشيف إسراء برجاوي، أن الإقبال المتزايد خلال الموسم الرمضاني الحالي يعود إلى استخدام التكنولوجيا في التسويق وزيادة ثقة المستهلكين بجودة الطعام، مؤكدة استعدادات المطابخ الإنتاجية لشهر رمضان عبر خطط إنتاج متكاملة، واختيار مواد أولية طازجة، والالتزام بمعايير النظافة والسلامة الغذائية.
وبحسب "الشيف" منال الحاسي، فإن الأطعمة الأكثر طلبًا تشمل (الكبة، السمبوسك، ورق عنب، والمندي)، بينما أشارت الشيف غادة خريوش، إلى أن رمضان يشهد حركة كبيرة في المطابخ الإنتاجية نظرًا للإقبال على الإفطارات الجماعية والعمل الخيري، مؤكدة أهمية هذه المطابخ في توفير فرص عمل للنساء ودعم المجتمعات المحلية.
ويرى الخبير الاقتصادي قاسم الحموري، أن المطابخ الإنتاجية باتت عنصرًا أساسيًا في المشهد الاقتصادي، حيث توفر بديلاً عمليًا للطهي المنزلي بأسعار مناسبة، وتسهم في ايجاد فرص عمل، وتعزيز الاقتصاد المحلي، خاصة مع ارتفاع الطلب على المواد الغذائية خلال الشهر الفضيل.
وتبقى المطابخ الإنتاجية خيارًا مفضلًا للصائمين، حيث تجمع بين الجودة والطعم الأصيل والراحة، ما يجعلها عنصرًا لا غنى عنه في رمضان، سواء للعائلات الباحثة عن توفير الوقت، أو للمبادرات الخيرية التي تقدم وجبات للفئات المحتاجة.