لطالما كان تمكين الشباب الأردني جزءًا أساسيًا من مسيرة التحديث السياسي والاجتماعي التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم، وانسجامًا مع هذه الرؤية، برزت فرسان التغيير كأحد النماذج المؤسسية الأكثر تأثيرًا في المشهد الوطني، ليس فقط كحراك شبابي، وإنما كمؤسسة وطنية رائدة لها دورها الفاعل في إعادة تشكيل الوعي السياسي والاجتماعي للشباب الأردني، وتأهيلهم ليكونوا شركاء حقيقيين في صناعة المستقبل برؤيتها الراسخة التي تتمثل في بناء جيل شبابي واعٍ ومؤهل يسهم في نهضة الوطن.
إن ورود #فرسان_التغيير في المناهج الدراسية الأردنية في #السنوات_السابقة، وتحديدًا في كتاب #تاريخ_الأردن للصف الثاني عشر (#التوجيهي)، في الوحدة الثامنة "الحياة الاجتماعية في الأردن" ضمن الدرس الأول "تطور الحياة الاجتماعية في الأردن" (الصفحات 160 - 164)، لم يكن أمرًا اعتياديًا، بل هو اعتراف رسمي بحجم تأثير هذه المؤسسة في صياغة المشهد الشبابي الوطني، حيث وردت إلى جانب رسالة عمّان التي أطلقها جلالة الملك في عام 2006 للتأكيد على أن فرسان التغيير هي المؤسسة التي استلهمت رؤيتها وبرامجها من الأوراق النقاشية ورسالة عمّان ورؤية الإصلاح الشامل في المنظومة السياسية والاقتصادية والإدارية، وقد جاءت أكثر من مرة في أسئلة امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) لسنوات متتالية، لكننا لم نعلق على ذلك باعتباره.
إن فرسان التغيير ليست مجرد شعار أو اسم في كتاب، بل مشروع وطني يستند إلى وعي سياسي عميق ومسؤولية مجتمعية حقيقية، ويتجسد ذلك في مبادراتها التي أعادت تشكيل المشهد الشبابي الأردني، مثل:
الحملة الوطنية "بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس الشريف"، التي نفذتها المؤسسة في كافة الجامعات الأردنية، استجابةً لخطاب جلالة الملك أمام مجلس الأمة حول الموقف الأردني الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
حملة التبرع بالدم "دمنا دمكم"، التي جاءت تأكيدًا على أن الأردن كان ولا يزال سندًا لأشقائه في فلسطين، ليس بالكلمات فقط، بل بالأفعال والتضحيات.
واليوم، نسعى لأن يكون لهذه المبادرات مكانها في المناهج الدراسية، حتى يدرك الشباب أن العمل الوطني الحقيقي لا يكون عبر الشعارات، بل من خلال المواقف والمبادرات الفاعلة التي تترجم الولاء والانتماء إلى مشاريع مؤثرة على أرض الواقع.
إن حضور فرسان التغيير في المنظومة الوطنية هو دليل على نضوج التجربة الشبابية الأردنية، وعلى أن الأردن يملك مؤسسات شبابية قادرة على إحداث التأثير، بعيدًا عن الفوضى والاستغلال السياسي للشباب، بل ضمن إطار مؤسسي يحترم القانون والدولة ويعزز الهوية الوطنية.
ومن هنا، نتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والمركز الوطني لتطوير المناهج، على دعمهم المستمر لكل ما يعزز وعي الشباب الأردني، ويؤكد أهمية دورهم في بناء المستقبل.
إننا في فرسان التغيير نؤكد التزامنا بمسيرتنا الوطنية، وسنواصل دورنا في بناء جيل واعٍ، مؤهل، وقادر على حمل المسؤولية، بما ينسجم مع رؤية جلالة الملك في تمكين الشباب وإشراكهم في مسيرة التحديث السياسي والاقتصادي والاجتماعي.