للمرة الأولى منذ عقود، شهدت مدن شمال شرقي سوريا احتفالات غير مسبوقة بعيد «نوروز» الكردي، وسط أجواء مفعمة بالأمل والفرح، بعد سقوط النظام السوري وانتهاء القيود التي فرضها حزب «البعث» على الأكراد. الآلاف من أبناء القامشلي، الحسكة، الرقة، وأرياف حلب، تجمعوا مرتدين زيهم الفلكلوري، وأشعلوا النيران التقليدية في إحياء لعيد الربيع الكردي، وسط مشاعر مختلطة من السعادة والدهشة بعد أعوام من القمع.
انتهاء القمع وعودة الهوية
سقوط النظام منح الأكراد فرصة للاحتفال دون خوف، بعدما كانوا محرومين من ممارسة طقوسهم القومية، بما في ذلك التحدث بلغتهم وارتداء ملابسهم التراثية. هذا العام، تحولت شوارع القامشلي ومناطق أخرى إلى ساحات فرح، حيث رفعت صور زعماء كردستانيين وأعلام تعبر عن هوية طال انتظار الاعتراف بها.
اتفاق تاريخي يعزز حقوق الأكراد
تأتي الاحتفالات بعد توقيع اتفاق بين «قوات سوريا الديمقراطية» والإدارة الانتقالية الجديدة في دمشق، ينص على دمج القوى المدنية والعسكرية الكردية ضمن هيكل الدولة السورية مع ضمان الحقوق القومية. الاتفاق الذي وُصف بـ«التاريخي» يُعزز اللامركزية، ويمنح الأكراد أملاً في حكم ذاتي معترف به.
مطالبات بالدستور وضمان الحقوق القومية
وسط الاحتفالات، دعا «المجلس الوطني الكردي» إلى تضمين الحقوق القومية للأكراد في الدستور الجديد، والاعتراف باللغة الكردية كلغة رسمية ثانية في البلاد. كما شهدت القامشلي وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة رفضًا لأي مقترحات تهدد الفيدرالية والتعددية.
ترقب لمستقبل سوريا الجديد
مع بدء اللجان الفنية تنفيذ الاتفاق، تتجه الأنظار إلى مدى التزام دمشق بتعهداتها، وتمكين الأكراد من دورهم في سوريا المستقبلية، التي يطالبون بإعادة تعريفها كـ«جمهورية سورية» تعكس تنوعها العرقي والديني، وتضمن الاعتراف بهويتهم وثقافتهم.