نستذكر اليوم ذكرى 31 مارس يوم الإبادة الجماعية للأذربيجانيين الذين قتلوا على يد الأرمن لإنتمائهم العرقي والديني و تعرضوا لسياسة التمييز العنصري والتطهير العرقي.
لقد قامت عصابات ووحدات مسلحة طاشناكية بلاشيفية (أرمنية) تابعة لمجلس باكو وكان لها دور كبير في تاجيج الصراعات في أذربيجان وقام بتنفيذ حملات وجرائم التطهير العرقي ضد عشرات آلاف من الأذربيجانيين المسالمين في مدينة باكو ومناطق أخرى مثل شاماخي وقوبا واريوان وزنكزور وقراباغ ونخجوان وقارص ، والترحيل القسري من بيوتهم ، و قتل اكثر من 16 الف شخص بوحشية ، وتدمير 167 قرية بالكامل.
إن عمليات الإبادة الجماعية التي قام بها الأرمن القوميين الراديكاليين ضد الأذربيجانيين هي جزء لا يتجزأ من سياسة التمييز والعنصرية والتطهير ، وقد كانت سياسة منظمة وممنهجة وهذا ما أكدته إفادة مفوض القوقاز فوق العادة وهو أرمني الأصل ستيبان شاؤميان التي أقر فيها بمشاركة 6000 جندي تابع لمجلس باكو ، و4000 جندي مسلح لحزب الطاشناك في الجرائم والمجازر والإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق الأذربيجانين.
وبعد تأسيس جمهورية أذربيجان الشعبية في 28 مايو 1918 ، قامت الحكومة بتشكيل لجنة تحقيق استثنائية للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها الجماعات المسلحة الأرمنية بحق السكان المدنيين الأذربيجانيين تألفت اللجنة من محاميين مهرة من جنسيات مختلفة مثل الروس واليهود والبولنديون والجورجيون وحتى الأرمن ، وقد اسفرت هذه التحقيقات عن إعداد ملفات جنائية بحق 194 أرمني متهم بجرائم مختلفة ضد السكان الاذربيجانيين المدنيين مدعمة بدلائل وإثباتات ، كما تم اعتقال 24 متهما في باكو ، و100 متهم في شاماخي بسبب الجرائم التي ارتكبوها. ولكن لم يتم متابعة هذه الملفات لإتخاذ الإجراءات القانونية بحق هؤلاء المتهمين بجرائم التطهير العرقي المرتكبة ضد الأذربيجانيين وقد توقفت بسبب احتلال الجيش السوفياتي لأراضي جمهورية أذربيجان .
بعد استعادة أذربيجان لاستقلالها تم توقيع الزعيم القومي العام حيدر علييف على المرسوم الرئاسي بالإبادة الجماعية التي ارتكبتها القوات الأرمينية للأذربيجانيين في 26 مارس عام 1998م ، واقرار يوم 31 مارس يوم الإبادة الجماعية للأذربيجانيين ، وقد قامت أذربيجان بحملات للاعتراف الدولي بهذه الجرائم واطلاع المجتمع الدولي على سياسة التطهير العرقي وجرائم الإبادة الجماعية التي تعرض لها الأذربيجانيون.وقد اسفر ذلك عن اعترافات من دول ومنظمات دولية عديدة .
إن تأسيس يوم الإبادة الجماعية للأذربيجانيين يكسب بأهمية كبيرة في التبليغ بإن جرائم التطهير العرقي والتمييز العنصري والإبادة الجماعية وغيرها من الجرائم ضد البشرية هي جزء لا يتجزأ من سياسة أرمينيا المليئة بالكراهية وعدم التسامح ضد الأذربيجانيين والتي استمرت 30 عاما خلال فترة الاحتلال العسكري وتم مواصلة هذه السياسة العدوانية طيلة فترة الحرب الوطنية ـ44 يوما ، بحيث تم طرد الأذربيجانيين المقيمين في أرمينيا و المواطنيين الذين أصبحوا نازحين من ديارهم الأصلية نتيجة احتلال أرمينيا لأراضي أذربيجان ، و تعرضوا لسياسة التطهير العرقي وأصبحو هؤلاء السكان المسالمين ضحايا جرائم التطهير العرقي والتمييز العرقي والعنصرية والإبادة الجماعية وسائر الجرائم الحربية ضد البشرية ومن ضمنها مجزرة خوجالي التي وقعت في 26 فبراير 1992 . كما أن الغارات الصاروخية الموجهة والبالستية المنفذة على الأهالي المسالمين في مدن كنجة وبردع وترتر وغيرها التي كانت تبتعد عن ساحة القتال الأذربيجانية مئات كيلومتر خلال الحرب الوطنية التي استمرت ـ44 يوما ، أثبتت مرة أخرى بأن أرمينيا تواصل انتهاج سياسة التطهير العرقي ضد الأذربيجانيين .
وبمشاعر من الحزن العميق نحيي اليوم ، الذكرى السنوية الـ107 لمجازر مارس التي وضحاياها الأبرياء الذين تعرضوا لجرائم الإبادة الجماعية وسياسة التطهير العرقي والتمييز العنصري من قبل أرمينيا ، كما نؤكد مرة أخرى على ضرورة ضمان محاكمة مرتكبي الجرائم الدولية التي تشكل اخطر التهديدات وتقوض سيادة القانون الدولي ، وتزيد من خطر الافلات من العقاب على اخطر الجرائم ، ومنع تكرارها.
في حين أن قيادة جمهورية أذربيجان الحكيمة تواصل سياستها ، وتظهر التزاما راسخا بالقانون الدولي كما وتسعى جاهدة لتحقيق السلام والاستقرار الإقليمين من خلال إيمانها بعدالة القانون الدولي ، حيث تشارك أذربيجان في منتديات ومؤتمرات على مستوى رفيع ، تهدف الى تعزيز التفاهم المتبادل وبناء الثقة في اسيا وهذا يعكس التزامها بتعزيز التعاون الاقليمي والسعي نحو حلول سلمية للنزاعات.