أكدت الدكتورة يكاتيرينا ديميانوفسكايا أن البكاء هو رد فعل نفسي فسيولوجي للإنسان، يتميز بزيادة إفراز مادة معينة من العين هي الدموع، وأن هناك ثلاثة أنواع رئيسة من الدموع لكل منها وظيفة.
ووفقًا لها، يميل الإنسان مع تقدم العمر إلى تقليل التعبير عن مشاعره بهذه الطريقة، على الرغم من أنها قد تكون مفيدة.
وتشير الطبيبة إلى أن هناك ثلاثة أنواع رئيسة من الدموع، أولها الدموع القاعدية وهي موجودة دائمًا وترطب العينين وتحميهما من الجفاف وتأثير الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض.
والنوع الثاني الدموع الانعكاسية، إذ تنهمر استجابة للتهيج الجسدي، مثل دخول الغبار إلى العين، والنوع الثالث الدموع العاطفية، إذ تنهمر نتيجة لمشاعر الفرح، الحزن، الغضب.
وتتميز هذه الدموع بقدرتها على مساعدة الجسم على التعامل مع الإجهاد وتقليل الشعور بالألم. كما يمكن تمييز الدموع المرضية عندما يتضرر العصب الصخري الكبير - فرع من العصب الوجهي الذي يربط الغدة الدمعية بالدماغ.
ووفقًا لها، يحتوي السائل الدمعي على أملاح مختلفة، والليزوزيم (إنزيم ذو تأثير مضاد للبكتيريا)، ومواد دهنية، والعديد من العناصر الأخرى. وتحتوي الدموع العاطفية على المزيد من البروتينات، وخصوصًا الهرمونات، لذلك قد يكون مذاقها أكثر تحديدًا من دموع الانعكاس، وحتى مرًا.
وتقول : "تساعد الدموع على التخلص من السموم الزائدة والهرمونات والمواد الكيميائية الأخرى التي تتراكم في الجسم أثناء التوتر، كما أن البكاء النشط بصوت عالٍ يساعد على التعبير عن المشاعر والتخلص منها، لذلك عندما يبكي الشخص ينخفض مستوى الأدرينالين لديه، ولهذا السبب يصبح الأشخاص الذين اعتادوا على كبت دموعهم أكثر عرضة للانزعاج والغضب".
وبالإضافة إلى ذلك، يجعل البكاء التنفس أعمق، ما يقلل مستوى هرمون الكورتيزول- هرمون التوتر، وبعض الأشخاص يبكون بسهولة مقارنة بغيرهم ويعتمد هذا على حالة الجهاز العصبي.
ووفقًا لها، لا تزال منتشرة على نطاق واسع في المجتمع عدد من الصور النمطية حول السلوك النموذجي للذكور والإناث، ما يؤدي إلى تربية الأولاد منذ الطفولة بطريقة تعلمهم كبت الدموع العاطفية.
وتضيف "لكن مع تقدمهم في السن، يفقدون القدرة على تخفيف التوتر عن طريق البكاء، أما الإناث فيسمح لهن بالتعبير عن مشاعرهن من خلال الدموع، ويتعزز هذا الإذن الاجتماعي أيضًا بعوامل بيولوجية بحتة- فمستوى هرمون البرولاكتين- هرمون يساعد على تقليل التوتر العاطفي ويزيد تكوين الدموع، في المتوسط أعلى لدى النساء مما لدى الرجال، كما يتضاعف مستواه أثناء الحمل كثيرًا.
وتقول : "ولكن إذا ظهرت الدموع على خلفية عاطفية خفيفة، وكانت مصحوبة بضعف في عضلات الوجه على الجانب نفسه، أو كانت مرتبطة بحركات المضغ، فيجب مراجعة طبيب أعصاب لتشخيص حالة العصب الوجهي".