سأرجع بك عزيزى القارئ الى أكثر من الفى عام الى الوراء مابعد الطوفان حيث قام سيدنا نوح بتوزيع سكنى جديد لأقطاب الأرض الثلاث بين أبناءه سام وحام ويافث حيث لقب سيدنا نوح بآدم الثانى .
فجعل وسط الأرض لسام وهى الحرم وما حولها واليمن وحضرموت واطراف الهند ، ثم جعل لحام بعض الشام ومصر واعالى النيل والهند والقوط والسند
، ثم قسم ليافث بلاد الترك والصين ويأجوج ومأجوج والصقالبة والروم والأندلس كما ذكرة كتاب المسعودى.
ثم تقسم العالم بعد ذلك الى ثلاث مناطق نفوذ الدولة البيزنطية والفارسية وشبه الجزيرة العربية ، ثم بعدها حدود دولة الأسلام لتتسع بعدها الى مناطق دينية مع الفتوحات بما عرف بالدولة الأسلامية .
ثم نشأت الدولة الأموية ثم العباسية ثم العثمانية وكلها كانت بدون رسم حدود
وكان المواطنين لهم حرية التنقل والأستقرار أينما شاؤو ومتى رغبو بذلك .
مع بداية مخططات الأستعمار للدول العربية أرسل الغرب المستشرقون لدراسة الشعوب والبحث عن الآثار القديمة الجغرافية المتصلة بهذة المناطق والمدن
ليبدء الأشارة بخبث الى أختلاف الحضارات،ليبدء التقسيم الجديد ، عن طريق إبراز تقدم الشعوب ، وتخلف البعض ، ومدى عمق هذا التاريخ عن ذاك.
لتبدء عصر الحدود الجغرافية ذات الطابع القومى الذى مهد لها وبقوة عن طريق البعثات والجامعات الغربية والكتب الأستشراقية وتحكم بالتاريخ .
ومع حركات الأستقلال عن الأستعماريين البريطانى والفرنسي الذى أحتلا المدن العربية ظهرت حركات تحرر محلية بكل بلد محتل ، تعتمد على القومية الضيقة للبلدان المحتلة وأعلان أستقلالها منفرداً واحداً تلو الآخر ، ليبدء رسم حدود خاضع للمسح الجغرافى الأستعماري ، ويذكر التاريخ ونستون تشرشل حين قال "إننا تركنا وراءنا آثاراً لا تزول بمائتى سنة "
وحالياً أصبح الخوف من أتحاد الشعوب العربية يزداد يوماً بعد يوم ويبدو أن الأستعانة بالذباب الألكترونى والمأجورين
وسيلة ناجحه فهى تثير القوميات وتنعت المواطنين بكل بلد بأحقر العبارات وأسؤ الوصوف ، فتجد الأصوات الغاضبة لقومها ملاذاً فى كل بيت ، كدعوة الجاهلية الأولى
هذا عبد وذاك شريف وذاك..الخ
لقد جاء الأسلام ليوقف العنصرية المبنية على الجنس والعرق والمال ونزل القرآن ليعلنها " إن أكرمكم عند الله أتقاكم"
وجعل الألتزام بشرائع الله فى المعاملات بجانب العبادات المفروضة سبباً لدخول الجنة ومن أهمها نبذ الفرقة والأقتتال فيما بين المسلمين وعنِ ابنِ مَسعودٍ قَالَ: "قَالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: سِباب المُسْلِمِ فُسوقٌ، وقِتَالُهُ كُفْرٌ" متفقٌ عَلَيهِ.