حفظ الله جيشنا العربي الباسل وأظهر الله القلوب على حقيقتها، فمهما اختبأت وراء ستار الكذب اللعين، فإن وقعتها آتية لا محالة، فكانت تنفث السموم، وتخدم أعداء الوطن الذين وجدوا أدواتٍ رخيصة أباحت لنفسها المقايضة على قضايا الأمة لقاء أثمان رخيصة مثل سيرتهم ومسارهم، وستُكوى بها قلوبهم وألسنتهم عاجلاً أم آجلاً.
إن ما يتطاول على أمن واستقرار الأردن وجيشه ليس سوى أداة وضيعة في أيادي زمرة ضالة تمتهن التسلق على ظهور الشعوب، لكنهم سقطوا جميعاً تحت أقدام الأردنيين، وتحت بساطير الجيش التي ستبقى أنقى من قلوبهم ومن أياديهم التي أحلت ما حرم الله، وارتضت أن تتكسب بأوجاع الأوطان وبدماء النساء والأطفال في غزة الصابرة، التي تواجه آلة التوحش الصهيوني، كما تواجه الخطابات الزائفة وتجارة الشعارات الرخيصة، ف إلى مزبلة التاريخ مصير هؤلاء الذين يحركهم المال ولا تحركهم قدسية الأوطان.
وسنبقى نحن في أردن الهواشم والشعب العظيم مع أهلنا في فلسطين، مداداً من طين الأرض الطاهر ومن قوافل الشهداء، لا نعرف إلا الأردن وطناً وهوية، وفلسطين قلباً وقضية، ونقول بوضوح: إن الصبر على الخائن لا يستقيم، وإن الساكت والمدافع والمتواري والمتلاعب بالألفاظ هدفاً للتبرير، هو الأخطر والأكثر دناءة وواجب نزعه من وكره، وقد حان وقت العقاب. فلا رأفة بحق الذين يكيدون المؤامرات للأردن ليلاً ونهاراً، وندعو أجهزتنا ومؤسساتنا الوطنية المختصة، وهي الأكثر وعياً والأقدر فعلاً وتقديراً، أن تضرب مخابئ الغدر.
إن الأردن الصامد بقائده المفدى جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم، وجيشه ومخابراته وأجهزته الأمنية وشعبه العظيم، لا نقبل المساس بها، فهي سر قوتنا ومنعتنا التي عبرنا معها أعتى الظروف، وفي الختام: ستبقى مخابراتنا الباسلة درعاً لكل العرب، لا تنتظر شكراً ولا ثناءً، فالصادق الوفي المخلص لا يرتجي سوى مرضاة ربه وخير وطنه وأمته، والكاذب الخائن لا يرتجي إلا الدراهم البخسة بعد أن باع ضميره وخان وطنه وارتضى بذلّ أن تطال الألسن جيشنا المغوار...