في صباح يوم السادس عشر من نيسان، وبينما كانت الشمس ترسل أولى خيوطها لتداعب جبال الطفيلة الشامخة، شهد حرم جامعة الطفيلة التقنية مشهدًا وطنيًا استثنائيًا سيظل راسخًا في الذاكرة، وموثقًا في سجل الفخر الجامعي.
بمناسبة يوم العَلم الأردني، يوم الرمز والسيادة والكرامة، كانت الوقفة أكثر من مجرد احتفال؛ كانت تجسيدًا حيًا لمعاني الانتماء والولاء.
فوجئ الداخلون إلى الحرم الجامعي – من أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية – بوقوف عطوفة رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور بسام المحاسنة، يتقدّم صفًا من العمداء والكادر الامني عند إحدى بوابات الجامعة. وفي المقابل، تواجد نائب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور كمال خندقجي، وعمداء الكليات: الأستاذ الدكتور تيسير القيسي، والدكتور محمد الفراهيد، والدكتور طارق السعود، وعميد شؤون الطلبة الأستاذ الدكتور نائل الحجايا، إلى جانب الكادر الأمني.
وقد وقفوا جميعًا بكل هيبة وشموخ، يوزّعون العلم الأردني بأيديهم على كل من يدخل بوابة الجامعة، في مشهدٍ يعكس أصدق معاني الولاء والانتماء.
لم يكن ذلك المشهد مجرّد توزيع لأعلام صغيرة، بل كان رسالة وطنية عميقة، تؤكد أن العَلم ليس مجرد رمز، بل هو نبض وطن وهوية شعب، هو دماء الشهداء وعرق البُناة، هو القسم الذي نحفظه في قلوبنا، ونرفعه بإيماننا قبل أيدينا.
يا عَلم الأردن، يا راية الفخر والمجد، فيك نرى حاضرنا ونستشرف مستقبلنا. فيك تُختصر حكاية وطنٍ قاوم وتقدّم، حلم وتحقّق، بنى وارتقى.
وما قامت به جامعة الطفيلة التقنية لم يكن غريبًا على صرحٍ تربوي آمن دومًا بأن غرس الوطنية لا يقل أهمية عن غرس العلم، وأنّ دور الجامعة لا يقتصر على نقل المعرفة، بل يمتد إلى بناء الإنسان الواعي بوطنه، المُحب لأرضه، المُخلص لقيادته.
كل الاحترام والتقدير لهذه المبادرة النبيلة، ولهذا الحضور الجامعي المُشرّف الذي عبّر بالفعل لا بالقول عن حب الوطن والانتماء له.
وفي يوم العَلم… نقولها بكل فخر:
دمت عاليًا يا عَلم الأردن، ودامت الأيادي التي ترفعك، ودام الوطن عزيزًا، قويًا، شامخًا بقيادته وناسه.