في السادس عشر من نيسان، تحتفلُ القلوبُ قبل الساحات، وتزهو الأرواحُ قبل الساريات، بيومٍ تتجلّى فيه ملامحُ الكبرياء، وترفرفُ فيه رايةُ الوطن عاليةً، شاهدةً على تاريخٍ مجيدٍ ومسيرةٍ مشرقة. إنه يومُ العَلَمِ الأردني، يومٌ تتعانقُ فيه الذاكرةُ بالوفاء، ويتجددُ فيه العهدُ بالولاء.
علمُنا ليس مجرد قطعة قماشٍ تتزين بها الشرفات، بل هو قصة وطنٍ سطّرها الأجدادُ بالتضحيات، وورثها الأحفادُ بالفخر والاعتزاز. هو رايةُ السيادة، ودليلُ الاستقلال، ورمزُ الكرامة الوطنية.
ألوانُه ليست عشوائيةً، بل تحملُ في طيّاتها معاني عظيمة؛
فـالأسودُ يروي تاريخَ الدولة العباسية،
والأبيضُ يحاكي نقاء الدولة الأموية،
والأخضرُ يرمز إلى ازدهار الدولة الفاطمية،
أما المثلثُ الأحمر، فهو نبضُ الثورة العربية الكبرى،
تتوسّطه نجمةٌ سباعيةٌ ناصعة، تُمثّلُ الوحدةَ والركائزَ السبع التي يقوم عليها هذا الوطن العظيم.
في هذا اليوم، لا نكتفي برفع العَلَم، بل نرفع معه رؤوسَنا عزةً وكرامة، ونغرسُ في نفوس أبنائنا حبَّ الوطن، وننقشُ في ذاكرتهم معنى الانتماء الصادق.
يومُ العَلَم ليس مجرد مناسبة وطنية، بل هو احتفالٌ بالهوية، وتأريخٌ لمسيرةٍ من البناء والتقدّم، ومناسبةٌ نُجدّد فيها العهد أن نظلّ أوفياء للأردن، حماةً لرايته، سائرين على درب من سبقونا بعزمٍ لا يلين.
فلترفرفْ رايتُنا عالياً، ولتظلّ خفّاقةً في سماء المجد،