في كل عام، يطل السادس عشر من نيسان حاملاً معه مشاعر الفخر والانتماء في قلوب الأردنيين، باعتباره يوم العلم الأردني، ذاك الرمز الوطني الخالد الذي لا يرفرف فقط في السماء، بل يسكن وجدان كل أردني وأردنية.
ويُعد العلم الأردني أكثر من مجرد راية ترفرف على السارية؛ فهو تجسيد حيّ لتاريخ الأمة، وعنوان صمودها، وتفاصيل نضالها الطويل. الألوان الأربعة التي يحملها – الأسود والأبيض والأخضر والأحمر – ليست مصادفة، بل سردية وطنية تختصر حكاية الأردن: فالسواد لتاريخ الأمة، والبياض لنقائها، والخضرة لخصب أرضها، والحمرة لدماء شهدائها.
وفي هذا اليوم، تتجدد في وجدان الأردنيين مشاعر الوفاء للوطن والولاء للقيادة الهاشمية، وتعلو الرايات في الشوارع والساحات والمدارس، إيذانًا بأن الأردن سيبقى عاليًا رغم كل التحديات، شامخًا بين الأمم.
"يوم العلم" هو أيضًا لحظة وفاء لجنود الجيش العربي والأجهزة الأمنية الساهرين على أمن الوطن، وتحية تقدير لأرواح الشهداء الذين ارتقوا فداءً لكرامة الوطن واستقلاله.
كما يُعد هذا اليوم محطة لتعزيز القيم الوطنية في نفوس الأجيال القادمة، وتأكيد أن الانتماء لا يُختزل في كلمات، بل يُترجم إلى أفعال من خلال العمل والعطاء والمثابرة.
الراية الأردنية، التي خفقت في كل الميادين، ستبقى نبراسًا يضيء الطريق نحو المستقبل، ورمزًا للوحدة الوطنية، ومصدر إلهام لكل من يسعى لبناء أردنٍ مزدهر.
عاش الأردن، وعاش علمه رمزًا للمجد، والحرية، والخلود.