يُعدّ الأردن أنموذجًا رياديًا في مكافحة الإرهاب والتطرف، مستندًا إلى نهج شمولي يجمع بين الأبعاد التشريعية والفكرية والأمنية والعسكرية، ويرتكز على الرؤية الهاشمية التي تكرّس قيم الاعتدال والوسطية وتناهض خطاب الكراهية والتفرقة.
ويستمد الأردن موقفه من ظاهرة الإرهاب من شرعية قيادته الهاشمية الحكيمة، ومن التكوين الثقافي للشعب الأردني، الذي يرفض استغلال الدين لبثّ العنف والتطرّف، ويؤمن بالحوار والعيش المشترك.
وفي إطار جهوده، يعمل الأردن يدًا بيد مع المجتمع الدولي لصياغة رؤية متكاملة لمواجهة الإرهاب الذي لا يهدد دولة أو منطقة بعينها فحسب، بل يستهدف السلم العالمي برمّته، خصوصًا وأن أكثر من يعاني من جرائم الإرهاب هم المسلمون أنفسهم، حيث يستغل الإرهاب الفوضى والدمار والتهميش لزرع أيديولوجياته الظلامية.
ويؤكّد الأردن على أهمية اتباع نهج شامل في مواجهة الإرهاب، يُعنى بحلّ النزاعات وبناء التنمية، وتجفيف منابع التطرف، وفي مقدمتها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، التي طالما كانت ذريعة تتبناها الجماعات الإرهابية لبثّ أفكارها المتطرفة.
كما يشدّد الأردن على ضرورة التزام المجتمع الدولي بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، والعمل على إدراج الجماعات والأفراد ضمن قوائم العقوبات الدولية، والتصدي لظاهرة المقاتلين الأجانب في مناطق النزاع.
ويؤكّد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، باستمرار، أن الأردن يوظف كل إمكاناته لمحاصرة الفكر المتطرّف ومناصريه، من خلال إطلاق مبادرات عالمية رائدة تروّج لقيم التسامح والسلام، أبرزها: "رسالة عمّان"، "كلمة سواء"، و**"أسبوع الوئام العالمي بين الأديان"**، والتي شكّلت منابر فكرية وإنسانية مشهودة في محاربة خطاب التطرف، وتعزيز التفاهم بين أتباع الديانات والثقافات.