ثعلبٌ يلبس عباءة الناصحين، ويتحدث باسم الله، وهو رأس الفتنة والمكر.
وكأن الشاعر كتب هذه القصيدة لوصف ما نراه اليوم من أصواتٍ تتدثّر بالوطنية، وتختبئ خلف دماء فلسطين، وتعتلي منابر الغضب، لا دفاعًا عن غزة، بل طعنًا في خاصرة الوطن.
في خضم العدوان على غزة، حين كنا نرقب صور المجازر، ونحمل في قلوبنا الألم والغضب... خرج علينا من حاول أن يُحوّل تلك اللحظة النبيلة إلى وسيلة تحريض على الداخل.
فمنهم من حرّض على الأجهزة، ومنهم من استباح المؤسسات، ومنهم من تآمر، وحرّض، وخطّط...
وازهدوا في الطير إنّ العيش عيش الزاهدينا،
واطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا...
طالبونا بالزهد، وهم غارقون في مطامعهم.
نادوا باسم الفجر، وهم يمهّدون لليل الخيانة.
حتى جاءنا صوت الديك – رمز الوعي – ليقول كلمته:
فأجاب الديك: عذرًا، يا أضلّ المهتدينا،
بلّغ الثعلب عني عن جدودي الصالحينا،
عن ذوي التيجان ممن دخل البطن اللعينا،
إنهم قالوا، وخيرُ القول قولُ العارفينا:
"مخطئٌ من ظنّ يومًا أن للثعلبِ دينًا."
لقد كشفت الدولة الأردنية مؤخرًا خلية إرهابية مسلّحة، مرتبطة بتنظيمات متطرفة، كانت تُخطط لضرب الاستقرار تحت ستار القضية الفلسطينية.
أشخاصٌ استغلوا الغضب الشعبي، وتظاهروا بحمل همّ الأمة، بينما كانوا يحملون مخططات الخراب.
أيّ غدرٍ هذا؟
أيّ نخوةٍ تلك التي تُدار من خلف ستار البنادق؟
هل صارت فلسطين جسرًا لعبور المؤامرة؟ وهل صار اسمها غطاءً لمن يُخبّئ السلاح في ظلمة الليل؟
لكن الأردن، بقيادته وأجهزته وشعبه، قالها بصوتٍ واحد:
"نصرة فلسطين لا تكون بخيانة الأردن،
ولا بدعم المقاومة بإيواء الإرهاب."
الوطن ليس حقل تجاربٍ للمأجورين،
ولا منصة صعودٍ للمتسلقين.
ومن ظنّ أن الشعب سينخدع بالثعلب إذا ما لبس عباءة الواعظين،
فليقرأ القصيدة جيدًا،
وليعلم أن للوعي صوتًا أقوى من التحريض،
وأن لهذا البلد من "الديكة" من يقولون للثعالب كلما ظهرت: