لم تكن مصر في أي وقت من تاريخها الحديث بمنأى عن محاولات الاستهداف والتفكيك، نظراً لما تمثله من ثقل استراتيجي في المنطقة العربية والإفريقية. منذ عام 2011 وحتى اليوم، كشفت الأحداث المتسارعة عن أن هناك **مخططات واضحة وممنهجة لإسقاط الدولة المصرية**، لا تستهدف النظام فقط، بل تستهدف **كيان الدولة ومؤسساتها وبنيتها المجتمعية**.
---
#### **الحقائق والوقائع الميدانية**
الحديث عن وجود مؤامرات خارجية ضد مصر لم يعد افتراضاً أو تحليلاً سياسياً، بل **حقيقة مدعومة بالوقائع والأدلة**. فقد كشفت العمليات الإرهابية في سيناء، وعمليات تهريب السلاح عبر الحدود، وتجنيد عناصر من الداخل، عن **شبكات تمويل وتدريب تعمل بتنسيق مع أجهزة استخبارات خارجية**.
وفي **زيارته لأكاديمية الشرطة في ديسمبر 2024**، صرّح الرئيس **عبد الفتاح السيسي** قائلاً:
> "الشائعات التي تستهدف مصر لا تأتي من فراغ... هناك أجهزة مخابرات تعمل على زعزعة الاستقرار من خلال بث الأكاذيب المنظمة".
كما سبق أن حذّر في **يوليو 2018** من "حرب شائعات" ممنهجة، قال عنها:
> "نواجه يومياً أكثر من 21 ألف شائعة خلال 3 أشهر فقط... الهدف هو زعزعة الثقة في الدولة"
([الشرق الأوسط – 22 يوليو 2018](https://aawsat.com/home/article/1340271)).
**أدوات إسقاط الدولة: الإرهاب، الشائعات، الحرب النفسية**
المخططات المعادية لم تعد تعتمد على الجيوش النظامية، بل على **الجيل الرابع من الحروب**، الذي يعتمد على:
- **الإرهاب المنظم**: كما حدث في عمليات كمين البرث والشيخ زويد.
- **حروب المعلومات والشائعات**: التي تستهدف تآكل الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
- **التشكيك في الإنجازات**: عبر أدوات إعلامية ممولة من الخارج، هدفها الوحيد هو التشويش على المشهد الوطني.
- **ضرب الاقتصاد الوطني**: من خلال استهداف السياحة، وتحفيز حملات سحب الثقة من العملة المحلية.
وقد أشار تقرير **مؤسسة "راند" RAND الأمريكية** عام 2018 إلى أن:
> "زعزعة استقرار مصر يعد أولوية لبعض القوى الإقليمية التي ترى في الدولة المصرية عقبة أمام مشروعات توسعية أو طائفية".
**مصر تقاوم وتنتصر**
رغم شراسة هذه المحاولات، فإن الدولة المصرية استطاعت، خلال السنوات العشر الأخيرة، **إفشال أغلب المخططات**، سواء من خلال الضربات الاستباقية في سيناء، أو عبر تعقب شبكات تمويل إعلامية وإلكترونية، أو بإعادة بناء مؤسسات الدولة لتكون أكثر صلابة واحترافية.
كما تمكنت القيادة السياسية من **استعادة مكانة مصر الإقليمية والدولية**، ونجحت في جذب استثمارات استراتيجية، وبناء مشروعات قومية، وفرض الاستقرار السياسي، وهو ما اعتبرته مراكز بحث أمريكية مثل **CSIS** "تحولاً استثنائياً في دولة كانت مهددة بالتفكك".
**الخلاصة**
مصر لا تواجه انتقادات، بل تواجه **حرب وجود**. الحفاظ على الدولة المصرية مسؤولية كل مواطن، والمؤسسات تعمل ضمن رؤية واضحة لحماية الأمن القومي. المؤامرات ليست وهماً، بل **واقع استراتيجي مدعوم بشواهد وتحركات فعلية**، والمطلوب ليس الخوف منها، بل **الوعي بها والاصطفاف الوطني لإفشالها**.