في كل صباح نستيقظ على أخبار الحوادث المرورية التي باتت جزءاً مؤلماً من يومياتنا، رغم حملات التوعية المستمرة والجهود الكبيرة التي تبذلها إدارة السير. إلا أن السؤال الجوهري ما زال قائماً: لماذا تستمر هذه الحوادث؟ ولماذا لا يزال التهور والسرعة الزائدة عنواناً على طرقاتنا؟!
اليوم، فُجعنا بحادثٍ أليم تعرّض له عدد من طلاب كلية عجلون الجامعية. حادث اختطف أرواحاً بريئة لا ذنب لها سوى أنها خرجت طلباً للعلم، فغدوا ضحايا الإهمال والتهور. رحم الله من قضى، وشفا الله المصابين، وألهم ذويهم الصبر والسلوان.
نحن نؤمن بالقضاء والقدر، ولكن الإيمان لا يعفي من المسؤولية. فالسرعة الزائدة، وعدم الالتزام بالتعليمات، وتجاهل الفحص الدوري للمركبات، كلها عوامل تُسهم في استمرار هذه المآسي، رغم وجود الكاميرات، والمخالفات، والتحذيرات المتكررة.
إن الحلول ليست بعيدة المنال. علينا العمل على توحيد جهود تعليم السواقة من خلال إنشاء شركات مركزية متخصصة، تمثل مظلة واحدة في كل محافظة، تُخضع السائقين لدورات إلزامية، وتراقب أداءهم بجدية، وتضمن أهلية كل من يمسك بمقود مركبة.
إن أرواح شبابنا أغلى من أن تُهدر على الطرقات بسبب رعونة أو تهاون، وعلينا أن ندرك أن الحوادث لا تقتل فقط الأجساد، بل تفتك بعائلات، وتترك ندوباً لا تُشفى.
فلتكن هذه الحوادث ناقوس خطر نسمعه جيداً، لا مجرد خبر عابر، ولنعمل جميعاً – مؤسسات وأفراد – على وقف هذا النزيف المستمر على طرقاتنا.