تشكَّلت النواةُ الأولى في 22 نيسان 1963م بأمرٍ من الملكِ الراحلِ الحسين رحمه الله ، فأصبحَ هذا اليومُ عيداً وطنياً ، حدَّدَ جلالةُ الملكِ واجب القوات الخاصة كقوَّةٍ احتياطية استراتيجيٍّة لحمايةِ الأمنِ الوطنيِّ ، وحفظِ الأمنِ الاجتماعيِّ والاستقرارِ السياسيِّ . منذُ تأسيسها قامت القواتُ الخاصة بالكثير من الأعمال البطولية ، كخوضِ حربِ جبالِ ظفار ، ذات الطقس الماطر والمسالكِ الوعرة ، والغابات الكثيفة ، نجحت في إخماد ثورة جبهة تحرير ظفار ، وخضَّبَت تراب سلطنة عُمان بدماء الشهداء الأبرار ، كما أنَّها قاتلت الإرهاب في فندق الأردن ، و قاتلت الإرهاب في السلط ، وفي قلعة الكرك ، وفي سهولِ حوران في إربد ، ارتقى الشهداءُ الأبرارُ "فمنهم من قضى نحبَه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً" .
واكبت القوات الخاصة في عهد جلالة الملك عبدالله التطور الحاصل في العالم ، شهدت نقلةً نوعيةً في التدريب والتسليح والاتصالات والمعدات بما يمكنّها من القيام بالمهام والواجبات الموكولة إليها ويتماشى مع طبيعة الواجب ، هذا التحديث ضاعفَ من قدراتها على الردع والتصدّي لأيّ تهديد ، فأصبحت تشكّل الذراع الأقوى ، وقوّة الحسم الرئيسية لما تمتلكهُ من قابلية الحركة وردّ الفعل السريع والقدرة على الانفتاح والانتشار سواءً بالآليات أو بواسطة الإبرار البحري أو الإبرار الجوي أو عمليات الإنزال بالمظلات .
عاشت القوات الخاصة في عيون الملك الحسين رحمه الله ، وصفها بـِ "رأس الرمحِ وحدِّ السيف وزبدة القوات المسلحة" ، رعاها جلالة الملك عبدالله في سويداء قلبه ، ارتقى بها إلى مصافّ الدول العظمى ، زهرة شبابها اليوم سموّ وليّ العهد ، تزهو بفروسيته ، يستمدون منهُ الحنكةَ والدرايةَ وقوَّةَ الإرادةِ ، فأصبحت القوات الخاصة جداراً صلباً منيعاً يتّكئ