إلى أين نحن ذاهبون؟ غموض سياسي، ارتباك اقتصادي، ومستقبل يلفه الضباب
بقلم: د. سهام الخفش
نقف اليوم عند مفترق طرق، لا لأننا نبحث عن وجهة جديدة، بل لأن الطرق نفسها أصبحت بلا علامات واضحة. في مشهد سياسي غامض تتبدل فيه التحالفات بلمح البصر، وتُصنع فيه القرارات خلف أبواب مغلقة، نشهد صعودًا غير متوازن لقوى تقليدية وأخرى رقمية،
الاقتصاد العالمي، بدوره، لم يعد يحكمه منطق السوق أو معادلات العرض والطلب فقط، بل بات يخضع لمزاج أفراد نافذين، لا سيما شخصية مثل دونالد ترامب، الذي لا تزال تصريحاته وتغريداته قادرة على هز الأسواق وتقليب المعادلات. أصبح الاقتصاد مرآة للقلق بدلًا من أن يكون أداة للاستقرار.
أما التكنولوجيا، فبينما سهّلت الحياة وقرّبت المسافات، فقد جرّدتنا من أسرارنا. لم نعد نملك خصوصيتنا، إذ أصبح كل ما نقوله ونفعله مسجلاً ومراقبًا. نحن نعيش تحت المجهر، مراقبون من جهات رسمية وتجارية وحتى من بعضنا البعض.
في ظل هذا الواقع، يشعر الناس بالحيرة. هل يواكبون التغيرات؟ أم ينسحبون للوراء في محاولة لحماية ما تبقى من وضوح؟ المستقبل، في عصر يفترض أنه الأكثر شفافية، يلفه الضباب. نشهد وفرة في المعلومات وندرة في الفهم، توسعًا في الأدوات وانكماشًا في القيم.
فإلى أين نحن ذاهبون؟
ربما لا أحد يملك الإجابة الكاملة. لكن الأكيد أننا بحاجة إلى إعادة التفكير، لا فقط في خياراتنا، بل في أدوات فهمنا لهذا العالم المتغير.
نحتاج إلى بوصلة جديدة، لا تقيس فقط الاتجاه، بل تحسب ما تبقى من إنسانيتنا في خضم هذه العاصفة.