إحصائيًا، إن التحزب القائم على أيديولوجيات أو عرقيات أو طائفيات فكرية ثبت أنه يبقى مثار جدل، ثم يزحف نحو مثار خطر، حتى يصل إلى الخطر على المكان والإنسان. عادة ما تكون سلسلة متصلة مع ما يشبهها في أصقاع الأرض، وتذهب إلى ما يذهب به الأصل. لا تتفق مع واقع وظروف مكانها، تخرج عن صفه إلى صف رأس فكرها، وهذا بالذات يؤمن بأنه منزه، وما استمد فكره منه مدعو لشيطنة محيطه واللعب على وتر الدين المسلوب والعرق المظلوم.
جُلّ من انخرط في صفه عاطلون عن العمل الجاد، يلهثون بين ربح سهل وفكر تملؤه الإثارة، ليصحو معتقدًا أنه حلم، وإذا به يمسك الهواء بداخله.
وبغض النظر عمن يوافق أو يخالف، فإن الدولة، بخصوصية عملها، ومن خلال وزارة داخليتها، ذهبت إلى الأردن المقر، والذي أصر البعض أنه ممر إلى سراب، عمى البصيرة والبصر.
ختاما اود مشاركتكم بكل فخر، أعذب ما وردني من شخصية علمية وسياسية رفيعة، ورجل محب لوطنه:
أحببت أن أنقله لكم، حيث أجمع الحاضرون على تأييد النص الإنجليزي، لما فيه من وضوح وعمق.
جاء فيه أن الأردن مارس حقه الشرعي بعقلانية وذكاء، حين اتخذ خطوة مدروسة لإبعاد من ضل الطريق وأخطأ الحساب، حمايةً للوطن والشعب، وقد حقق الهدف بأسلوب يُدرّس.
أما تعليقهم على عبارتك "عمى البصر والبصيرة”، فكان لافتًا؛ إذ رأوا فيها تعبيرًا بليغًا عن حال بعض التيارات الأيديولوجية التي رأت الأردن مجرد ممر، وستكتشف لاحقًا أنها افتقرت إلى الرؤية والفهم، فتاهت في سراب الوهم.
في المقابل، عبّرت الدولة الأردنية، من خلال وزارة الداخلية، عن أن الأردن هو مقر، لا ممر، مما يجسد ثباتها واستقرار رؤيتها.
هذا التباين بين "الممر” و”المقر” يختصر الفرق الجوهري بين من يفتقد البصيرة ومن يمتلكها. لقد أصبت في التعبير، وأحسنت في التوصيف؛ فالدولة تمضي بخطى واثقة، فيما يتخبط الآخرون في أوهامهم.