تحل علينا في 25 أبريل من كل عام ذكرى عزيزة على قلب كل مصري، وهي **ذكرى تحرير سيناء**، الأرض الطاهرة التي رُويت بدماء الأبطال، ودفعت مصر ثمنها غالياً من أرواح أبنائها وجهود أبنائها الدبلوماسيين والعسكريين. وفي هذا العام، **2025**، نحتفل بمرور **43 عاماً** على **استرداد أرض الفيروز**، بعد صراع طويل خاضته مصر على كافة الأصعدة لتحرير كل شبر من ترابها.
#### **سيناء... القلب النابض بالوطنية**
تمثل سيناء أهمية استراتيجية وتاريخية فريدة لمصر، فهي بوابة العبور بين قارتي آسيا وإفريقيا، ومسرح لصراعات كبرى، وشاهدة على بطولات لا تُعد ولا تُحصى، خصوصاً في حرب أكتوبر المجيدة 1973 التي مهدت الطريق لتحريرها.
#### **من السلاح إلى السلام**
بدأت ملحمة التحرير بالدم في أكتوبر 1973، حيث حطّم الجيش المصري أسطورة "خط بارليف"، وحقق انتصارًا غيّر موازين القوى في المنطقة. ثم جاء دور **الدبلوماسية المصرية الحكيمة** بقيادة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والتي أثمرت عن توقيع اتفاقية **كامب ديفيد** عام 1978، واستعادة سيناء بالكامل في 25 أبريل 1982، باستثناء طابا التي استردتها مصر بالتحكيم الدولي عام 1989، لتُثبت أن مصر لا تفرط في أرضها، لا بالحرب ولا بالسلم.
#### **سيناء اليوم... تنمية وبناء**
تسعى الدولة المصرية في السنوات الأخيرة إلى تحويل سيناء من أرض معركة إلى أرض تنمية، من خلال مشاريع قومية في البنية التحتية، والإسكان، والتعليم، والرعاية الصحية، فضلاً عن الجهود الأمنية المستمرة لتطهيرها من بؤر الإرهاب، ما يعكس إصرار الدولة على تحويل هذه الأرض الغالية إلى **نقطة انطلاق نحو مستقبل أفضل**.
#### **رسالة الذكرى**
في الذكرى 43 لتحرير سيناء، نُجدد العهد على الوفاء لتضحيات الأبطال، ونتذكر أن **الوحدة، والإرادة، والعمل المشترك** كانت وما زالت مفاتيح النصر. فسيناء ليست فقط قطعة من الأرض، بل رمز للكرامة والعزة الوطنية.