بكل إجلال وإكبار، يقف "صرح شهداء الشمال" شامخًا جنوب مدينة الرمثا، تخليدًا لبطولات رجال الجيش العربي الأردني الذين ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن الوطن في معارك الشرف والعزة.
شُيّد الصرح عام 2003 بمكرمة ملكية سامية من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، ليكون شاهدًا على تضحيات شهداء معارك عام 1970 في شمال المملكة، وأبطال معركة الدفاع عن الجولان خلال حرب تشرين عام 1973. ويقع الصرح على مساحة تمتد لـ34 دونمًا بالقرب من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، في نقطة استراتيجية شهدت تجمع القوات خلال مراحل حاسمة من تاريخ الأردن الحديث.
ويتكون الصرح من عدة مرافق تجسد رمزية الفداء والتضحية، أبرزها:
منطقة المراسم التي تتزين بأعلام التشكيلات والوحدات العسكرية المشاركة في المعارك، وتعرض نماذج من الأسلحة والطائرات الحربية التي شاركت في القتال.
ساحات واسعة تتضمن جداريات رُصّعت بآيات قرآنية وأسماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن الأردن والأمة.
منطقة جلوس الزوار التي توفر مساحة للتأمل واستحضار المعاني السامية للشهادة.
ويُعد الصرح مكانًا وطنيًا وتعليميًا بامتياز، إذ تستقبل مرافقه الوفود الرسمية والمواطنين وطلبة المدارس والجامعات، في زيارات تهدف إلى غرس قيم الانتماء الوطني وتعريف الأجيال بتضحيات رجال الجيش العربي.
وتحرص القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية على العناية الدائمة بالصرح، تأكيدًا على أن الشهداء الأبرار سيظلون دائمًا في ذاكرة الوطن، وأن الأردن سيبقى قويًا بفضل تضحيات أبنائه المخلصين.
إن "صرح شهداء الشمال" لا يُعد مجرد معلمٍ حجري، بل هو نبض حي لروح التضحية الأردنية، ورسالة أبدية بأن الأرض التي رُويت بالدماء الزكية ستظل عزيزة حرة كريمة.