أكد رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد الرؤوف الروابدة أن التاريخ ليس مجرد ذاكرة للوطن بل هو مصدر اعتزاز وطني حين تكون مصادره حقيقية ونزيهة، مشددًا على أهمية صون التاريخ الوطني من الأجندات الخاصة والأهداف الظالمة.
جاء ذلك خلال ندوة فكرية نظمها منتدى الحموري الثقافي بعنوان "السردية الأردنية في ظل التحولات الإقليمية"، أدارها وزير الثقافة الأسبق الدكتور محمد أبو رمان، بحضور نخبة من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية.
وتناول الروابدة مسار تطور الأردن عبر العصور منذ مملكة الأنباط والحقب الرومانية والبيزنطية وحتى الفتح الإسلامي، مشيرًا إلى الدور السياسي والاقتصادي المحوري للأردن خلال العهدين الأموي والعباسي. وأكد على ضرورة كتابة تاريخ وطني حقيقي يعزز الهوية الأردنية، دون أن ينفصل عن الانتماء العروبي والالتزام بالقضايا المصيرية للأمة.
وشدد الروابدة على أن بناء الدولة الأردنية استند إلى رسالة ودور قومي، داعيًا إلى التمسك بهذه الرسالة باعتبار الأردن مستودع النهضة العربية وحامل لواء مشروعها في الوحدة والحرية والحياة المثلى.
واستعرض الروابدة الجذور التاريخية للأردن، لافتًا إلى أن القبائل السامية التي هاجرت من الجزيرة العربية شكّلت الممالك الأردنية منذ أربعة آلاف عام، كما تحدث عن معاني اسم "الأردن" وتطوره الجغرافي والتاريخي.
وفي سياق حديثه عن الثورة العربية الكبرى، أشار إلى مشاركة الأردنيين الفاعلة في تحرير المنطقة من الحكم العثماني، مؤكدًا أن الأردن ظل سندًا للقضية الفلسطينية ومساندًا للقضايا العربية انطلاقًا من قناعة راسخة بالعروبة دون انتظار مقابل.
وخلال إجاباته على أسئلة الحضور، أكد الروابدة أن الأردن سيبقى متمسكًا برسالته القومية، داعيًا إلى ترسيخ الهوية الوطنية الأردنية الجامعة، وتعزيز وحدة الدولة وصون كيانها في وجه التحديات.