تنبأ د.زبيغنيو بريجنسكي عام ١٩٩٧ فى كتابه المسمى «الفوضى على اعتاب القرن الواحد والعشرين» الذي تنبأ فيه قبل ما يقارب العقدين من الزمن بأن بدايات القرن الواحد والعشرين التي نعيشها حاليا ستشهد خلالها المنطقة الممتدة من غرب الصين الى شرق أوروبا، اي منطقتنا، فوضى عارمة وثورات شعبية وحروبا خارجية واهلية وانقسامات للدول قد تستخدم فيها حسب قوله الاسلحة النووية!
ليس تكهنات وليس تنبؤات أنها حسابات دقيقة ومانراه اليوم من فوضى ليست إلا منتصف التحولات فماذا يحدث !
السؤال المثير بدوره موصول بالتاريخ: هل ما وصلت إليه البشرية اليوم هو نوع من أنواع الانتقام من سياسات وأخطاء جرت بها سياسات الكبار النافذين الذين تلاعبوا بالعالم كما البيادق على رقعة الشطرنج؟
تصريحات غوتيريش أكدتها بيانات «تقرير التوازن العسكري»، الصادر بداية هذا العام عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) في لندن، وفيه إشارات قاطعة تؤكد دخول عالمنا، منذ العام الماضي، حدود بيئة أمنية شديدة التقلب، مما يُنذر على الأرجح بعقد أكثر خطورة يتسم باللجوء من البعض إلى القوة العسكرية للحصول على مطالبهم، وبخاصة في ظل ارتفاع الإنفاق العسكري في العالم بنسبة 9 في المائة ليصل إلى 2200 مليار دولار، وهو رقم غير مسبوق، فيما الكارثة، وليست الحادثة، تتمثل في توقع زيادات جديدة هذا العام على التسليح .
والفوضى في عالمنا المعاصر نظريّة لها أصولها ومنظّروها، وهي من أخطر النظريات التي يمكن أن تُدمّر الدول والمجتمعات. وهذا يعني أن الفوضى التي نراها في بعض البلدان ليست عبثيّة أو نابعة من الجهل وعدم الدراية والمعرفة، بل هي مدروسة، وهنالك من خطّط لها، ولغايات آنيّة ومستقبليّة.
وكأمثلة على الوضع الفوضوى الحالى والتوازن الهش العالمى"شوكلاتة دبى "
أدى الارتفاع الصاروخي في شعبية شوكولاتة دبي بحدوث أزمة في المعروض العالمي من الفستق، مما يفاقم النقص العالمي في هذا النوع من المكسرات الخضراء ويدفع الأسعار إلى الارتفاع الحاد
هذه الشوكولاتة تتكوّن من مزيج فريد يجمع بين كريمة الفستق، وعجينة الكنافة المفتتة، والشوكولاتة بالحليب
بسبب هذا الارتفاع الصاروخى، قفز سعر نواة الفستق من 7.65 دولارات للرطل قبل عام إلى نحو 10.30 دولارات حالياً، بحسب ما نقله تقرير لـ فايننشال تايمز عن جايلز هاكينغ من شركة تجارة المكسرات CG Hacking، الذي قال: "عالم الفستق مستنزف تماماً في الوقت الحالي"
الشهير إدغار موران أرسل رسالة تهنئة إلى البشرية، يمكن عدّها رسالة إنذار للخليقة من الأسوأ الذي لم يأتِ بعد، وفيها: «شهد عامنا المنتهي كراهيات، ونرى العالم بأسره كأنه على شفا هاوية، فهل يمكننا أن نخفف عن أنفسنا أوزارنا؟ أنْ نعالج البشر الذين يتألمون؟ إننا نعاني من هذيانات قصوى، فلنحاول تفادي الأسوأ... لِنوحِّد بين الصداقة والحب، عسى أن نأمل في أيام أفضل.
هل من آذان سامعة تُنقذنا من حقبة الفوضى وشفا الهاوية؟