في عرس وطني وأكاديمي مهيب، احتفلت جامعة الطفيلة التقنية اليوم بتخريج كوكبة من طلبة كلية الهندسة، في أولى باكورات عطائها العلمي لهذا العام، تحت رعاية عطوفة رئيس الجامعة بالوكالة الأستاذ الدكتور كمال خندقجي، وسط أجواء مبهجة وحضور لافت من الأهالي وذوي الخريجين، إضافة إلى أعضاء الهيئة التدريسية والعمداء والإداريين.
وقد اصطف الخريجون على البساط الأحمر بخطى واثقة، يملؤهم الفخر بما أنجزوه، حاملين على عاتقهم رسالة العلم والالتزام، مرددين في صمت العهد مع الله والوطن بأن يكونوا لبنات صالحة في مسيرة البناء والتنمية.
وفي مستهل الحفل، ألقى عميد شؤون الطلبة الأستاذ الدكتور نائل الحجايا كلمة مؤثرة قال فيها:
"إن هذا اليوم هو ثمرة جهد وصبر وعزيمة، وهو بداية لمسيرة بناء أكبر لوطننا العزيز، فكونوا حيث يليق بكم العلم، واجعلوا من التميز عنواناً لمسيرتكم.”
وأضاف: "إن جامعة الطفيلة التقنية ستبقى بيتكم الأول، وستظل أبوابها مشرعة أمامكم.”
كما ألقت الطالبة راما الجفوت كلمة الخريجين نيابة عن زملائها، قالت فيها:
"اليوم نقطف ثمار سنوات من الجد والاجتهاد، واليوم نعلن عهدنا مع الوطن بأن نبقى أوفياء للعلم والمعرفة، وأن نسهم بسواعدنا وعقولنا في رفعة الأردن.”
وأضافت: "نقف جميعاً لنرفع الشكر لأساتذتنا وأهالينا الذين كانوا لنا سنداً وعوناً، فهذه لحظة بداية لا نهاية، وبداية طريق يحمل الأمل والتحدي في آن واحد.”
وهنأ رئيس الجامعة الطلبة وذويهم، فيما أدار الحفل بتميز واقتدار الأستاذ الدكتور عمر السعودي.
الاحتفال كان لوحة من الانتماء والوفاء، جسّد فيها طلبة الطفيلة التقنية صورة مشرقة لشباب الأردن المتسلح بالعلم، والواعي بدوره الوطني. فالجامعة، على غرار مثيلاتها من الصروح الأكاديمية الأردنية، تواصل الارتقاء برسالتها في تخريج أجيال تحمل راية التميز والإبداع، وتضع بصمتها في ميادين العمل والإنتاج.
ولا يفوتنا في هذا المقام أن نثمن الجهود الكبيرة التي بذلتها عمادة شؤون الطلبة ممثلة بعميدها وكوادرها، فقد كانت ركيزة أساسية في الإعداد والتنظيم والإشراف على كافة تفاصيل الاحتفال. كما نشيد بالدور البارز الذي قامت به دائرة القبول والتسجيل في تيسير الإجراءات وتوفير كل ما يلزم للخريجين وذويهم، بما عكس صورة مشرقة عن دقتها وحرفيتها. وإلى جانب ذلك، فقد كان لحضور ويقظة دائرة الأمن الجامعي والأجهزة الأمنية أثر بالغ في الحفاظ على النظام والانسيابية، ليتمكن الجميع من الاستمتاع بأجواء مميزة يسودها الفرح والفخر. إن هذا النجاح ما كان ليتحقق لولا التعاون الوثيق والعمل الدؤوب لكافة الكوادر الإدارية والفنية في الجامعة، الذين عملوا بروح الفريق الواحد، مجسدين أسمى معاني الانتماء والعطاء، ليخرج هذا الحفل المهيب بصورة تليق بجامعة الطفيلة التقنية، وبأبنائها الخريجين.
هذا الإنجاز لم يكن وليد اللحظة، بل هو حصاد أعوام من الجهد والاجتهاد، والتزام الجامعة برسالتها الوطنية والأكاديمية، لتكون بحق منارة للعلم، وواحة تزهو بالإنجاز وتزهر بالعطاء.
ومع تخرج هذه الكوكبة من المهندسين الشباب، يتجدد الأمل بمستقبل يزدهر بسواعدهم، فهم الذين عاهدوا أنفسهم، وعاهدوا الوطن، على أن يبقوا أوفياء لمسيرة الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة، مؤكدين أن العلم هو سلاحهم، والوطن هو غايتهم، والعطاء هو رسالتهم.
إنه يوم يختصر المعاني الكبيرة في مشهد واحد: شباب يخطون على البساط الأحمر.. وجامعة تكتب تاريخها بالإنجاز.. وأردن يزهر بأبنائه المخلصين.