إلى كل من يقلق على الأردن، نقول: لا تقلقوا. هذا الوطن حيٌّ برجاله الأبطال، رجال يذودون عن أرضهم وقيادتهم وشعبهم، رجال لا يهابون الصعاب، ويضعون أرواحهم على كفوفهم دفاعًا عن كرامة الوطن وسيادته.
الأردن لا يُحميه الأقوال ولا التصريحات، بل تحميه تضحيات أبنائه الذين تربوا على الفداء والتضحية، ورسمت على جباههم شمس الشرف وسطروا بأيديهم صفحات البطولة. هؤلاء الرجال، أصحاب الجباه السمراء، هم جنود الوطن، الجيش العربي الأردني، أجهزته الأمنية، وحتى المتقاعدون العسكريون الذين يظل ولاؤهم للوطن جاهزًا دائمًا للدفاع عن سيادته. هم من يجعلون الأردن صامدًا، منيعًا، وخالدًا في وجه التحديات.
في 21 آذار 1968، كتب الجيش العربي الأردني صفحات مجد جديدة في معركة الكرامة، أول انتصار عربي بعد نكسة 1967. هذه المعركة أكدت أن السيادة والكرامة الوطنية تُنتزع بالتضحيات، وأن قوة الأردن لا تكمن فقط في سلاحه وجيشه، بل أيضًا في موقعه الاستراتيجي ودوره المحوري في أمن واستقرار المنطقة.
قوة الأردن هي قوة للمنطقة بأسرها، فهو صمام أمان في الشرق الأوسط، ومركز توازن في محيط يموج بالصراعات. والدروس المستفادة من معركة الكرامة تتجدد اليوم أكثر من أي وقت مضى: الوحدة الوطنية، الثقة بالقدرة الذاتية، والإيمان بأن الأردن، مهما واجه من تحديات سياسية أو اقتصادية، يظل عصيًا على الانكسار بفضل جنوده الأبطال وقيادته الحكيمة، وبفضل كل من يحمل لواء الدفاع عن الوطن، سواء كانوا في الخدمة الفعلية أو متقاعدين مخلصين.
حفظ الله الأردن تحت ظل صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني المعظم، وولي عهده الأمين.