نيويورك – في واحدة من أكثر اللحظات السياسية تأثيرًا على المسرح الدولي، ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني خطابًا حاسمًا خلال مؤتمر "حل الدولتين" في نيويورك، جذب اهتمام القيادات السياسية والإعلامية العالمية، وأكد مجددًا أن الأردن بقيادته الحكيمة في قلب معادلة الاستقرار الإقليمي والدولي.
خطاب مختلف.. ورسالة واضحة
جلالته تحدث بلغة مباشرة وصريحة، داعيًا إلى وقف فوري للحرب على غزة، ورافضًا استمرار معاناة المدنيين. شدد على أن القوانين الدولية يجب أن تطبّق بلا استثناء، وأن المساعدات الإنسانية يجب أن تدخل إلى غزة دون أي عوائق. هذه العبارات، التي قيلت بوضوح وجرأة، جعلت خطابه حديث وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في مختلف أنحاء العالم.
تقدير عالمي للموقف الأردني
الملك لم يكتفِ بالإدانة، بل أثنى على الخطوة المتقدمة التي اتخذتها دول مثل بريطانيا وكندا وأستراليا في الاعتراف بدولة فلسطين، معتبرًا أنها تعكس نضجًا سياسيًا وإدراكًا عالميًا بأن لا سلام من دون عدالة. وقد وُصف خطاب جلالته من قبل دبلوماسيين غربيين بأنه "الأكثر توازنًا وواقعية" في المؤتمر.
الأردن.. صوت العقل والاعتدال
بذكاء سياسي، ربط الملك بين الاستقرار الإقليمي والاقتصاد العالمي، محذرًا من أن استمرار الأزمات في المنطقة سينعكس على أمن الطاقة وسلاسل الإمداد عالميًا. هذا الطرح جعل الحضور يدرك أن القضية الفلسطينية لم تعد شأناً محليًا فقط، بل قضية ذات أثر مباشر على الاستقرار الدولي.
كيف خطف الملك الأضواء؟
وضوح الرسالة: لا التباس ولا تردّد في موقفه.
التوقيت: الخطاب جاء بعد اعتراف دولي متسارع بفلسطين، ما منح الأردن موقع القيادة المعنوية.
العمق: الجمع بين الدفاع عن الحقوق الفلسطينية وتقديم رؤية اقتصادية وأمنية عالمية مترابطة.
الحضور: لغة الجسد وثقة القائد الذي يعرف تمامًا كيف يوجّه رسالته ويصنع الأثر.
إن خطاب الملك عبدالله الثاني في نيويورك لم يكن مجرد كلمة دبلوماسية، بل محطة تاريخية رسّخت مكانة الأردن كدولة قيادية تملك المصداقية والتأثير. الملك خطف الأضواء لأنه جسّد صوت الضمير الإنساني، وربط بمهارة بين القيم الإنسانية والمصالح الدولية، مؤكداً أن لا استقرار في المنطقة ولا سلام عالمي من دون حل عادل للقضية الفلسطينية.