"وفي حضرة القلوب، حين يشرق الصباح بميلاد الطهر والنقاء، تتزين الكلمات لتقول:
يا فرحة العمر يا زهرتين في بستان الهاشميين،
ميلادكما عيد حب وسناء،
فيكما الحلم والضياء، وفي عيني أبيكما تتلألأ معاني العطاء.”
في لحظة إنسانية مفعمة بالحب والفخر، يطلّ عيد ميلاد صاحبتَي السمو الملكي الأميرتين إيمان وسلمى بنتي جلالة الملك عبد الله الثاني، ليمنح الأردنيين جميعًا فرصة للتأمل في صورة ملوكية نادرة تجمع بين عظمة المسؤولية ورهافة الإنسانية. جلالته، الذي يحمل على عاتقه هموم الوطن وقضايا الأمة وسط عالم متغير وضاغط، يختار أن يظهر ببساطة الأب الحاني إلى جانب ابنتيه، يرسم ابتسامة عائلية دافئة تسبق كل الألقاب والمناصب.
هذه الصورة التي تتداولها القلوب قبل الشاشات لا تعبّر فقط عن مناسبة ميلاد، بل تؤكد على أن القيادة الحقيقية لا تنفصل عن دفء الأبوة ولا عن جمال الإنسانية. فكم من قائد يختبئ خلف البروتوكولات، بينما يصرّ الملك عبد الله الثاني على أن يشارك شعبه لحظات شخصية، يذكّرنا فيها أن الملك إنسان قبل كل شيء، أب محبّ، وزوج مخلص، وأبناءه جزء من روايته الوطنية.
وهنا يطلّ التشبيه الأجمل: الأردن كله يبدو كعائلة كبيرة، جلالته الأب الحنون الذي يضم أبناءه بمحبة، والشعب إخوته وأبناؤه الذين يلتفون حوله. وفي ميلاد الأميرتين، لا يفرح القصر وحده، بل يشارك الوطن بأكمله، كأن البهجة عرس وطني تتوزع أنواره من بيت الهاشميين إلى بيوت الأردنيين جميعًا.
إن حضور سمو الأميرة إيمان بما تحمله من رصانة ووعي، وسمو الأميرة سلمى بما تمتلكه من شجاعة وإقدام، يعكس التنشئة الهاشمية الأصيلة التي تجمع بين العلم والخدمة والتواضع. ليست المناسبة هنا مجرد تقويم سنوي يزداد فيه العمر رقمًا، بل هي امتداد لقصة وطن يُبنى على قيم الأسرة الواحدة، حيث الأب قائد والشعب أبناء، وحيث البنت تحمل رسالة المستقبل كما يحملها الأخ والابن.
وقد خطّت الأميرتان معًا مسيرة مشرقة تبعث الفخر؛ فالأميرة إيمان عُرفت بوعيها ورصانتها الأكاديمية وحضورها المميز الذي يعكس شخصية شابة تحمل مسؤولية تمثيل وطنها أينما كانت. أما الأميرة سلمى، فقد سطّرت إنجازًا تاريخيًا كأول أميرة هاشمية تنال شهادة الطيران من أكاديمية سلاح الجو الملكي، في رسالة مُلهمة عن قدرة المرأة الأردنية على اقتحام ميادين العزيمة والإقدام. وهكذا تتكامل في شخصيتهما صورة الفتاة الأردنية الطموحة التي تجمع بين الرقيّ في الفكر والجرأة في العمل.
وفي عالم يزداد قسوة، تظل هذه اللفتات المليئة بالعاطفة الإنسانية حاجة ملحّة تذكّر الشعوب أن وراء القرارات الصعبة والمهام الجسيمة قلبًا نابضًا بالحب والحنان. فمن ينظر إلى جلالة الملك عبد الله الثاني وهو يبتسم لابنتيه، يرى صورة الأردن كما يحلم به: وطنًا يقوم على الدفء الإنساني، متماسكًا بالحب، قويًا بالقيم، ومشرقًا بالرجاء.
تمنياتنا لسمو الأميرتين إيمان وسلمى بعمر مديد وحياة مفعمة بالسعادة والتقدم، على خطى والدٍ آمن بأن الإنسان هو جوهر القيادة، وأن المستقبل يُبنى على سواعد الشباب وحب الآباء.
Happy Birthday to Their Royal Highnesses Princesses Iman bint Abdullah II and Salma bint Abdullah II, wishing them all the happiness and prosperity.
"ويُختتم الحديث كما بدأ، قصيدة حب خالدة:
سلامٌ عليكما يا أميرتين، يا بسمة الأب ويا نبض الوطن،