عامين من العدوان و العنف و القصف، و الإنفجارات و مشاهد الجثث و الإصابات.هل تعتقد أن لها أثر نفسي على فئة الأطفال خاصة؟
الإجابة هنا هي نعم ، ان التعرض المباشر لمثل هذه الظروف من العنف و الإعتداءات بكافة أشكالها، و فقدان أفراد العائلة أو الإنفصال عن الأب أو الأم و الأخوة،و النزوح المتكرر و فقدان المنزل و ما يشمله من تنقل بين المخيمات أو الأماكن غير الآمنه، وانقطاع التعليم و تدمير البنى الأساسية التي كانت في بداية الأمر تستخدم كملاجىء،و انقطاع الخدمات الصحية و النفسية و انعدام الأمان و عدم القدرة على الوصول إلى خدمات الصحة النفسية،نظرًا لضعف الموارد و صعوبة التنقل بسبب الظروف الأمنية و البنى التحتية المتضررة ،جميعها عوامل قادرة على إبراز مجموعة من المظاهر النفسية على السطح بعد انتهاء الحرب،بما فيها من ذكريات مؤلمة، و كوابيس و تقلبات عاطفية وصمت و تجنب الحديث،و القلق و الخوف الشديد من الموت و الشعور المستمر بعدم الآمان و التوتر المفرط، و فقدان الأمل و الإنسحاب من الأنشطة و المحيط،وظهور اضطرابات النوم على شكل أرق و كوابيس ،ما ينعكس على سلوكات الطفل لتبدو أكثر انفعالًا و عدوانية كالصراخ والعنف تجاه الذات،و ظهور نوبات غضب و تراجع في القدرات النفسية،و التبول الليلي،والتعلق الشديد بالأهل،و فقدان الإحساس بالهوية،و عدم القدرة على النوم وحيدًا و النكوص إلى ما قبل الحرب.
كما انه لابد من أن تنعكس هذه الأعراض النفسية على الجسد و تبرز على شكل أعراض نفس جسمية تتنوع بين الصداع،و آلام البطن و الرعشات ،و ردود فعل جسدية غير مستقرة،وضعف في المناعة و تراجع في الصحة الجسدية بشكل عام.
لذا وجب على منظمات حقوق الإنسان و المتطوعين في المجال النفسي و الإنساني تقديم خدمات الإغاثة النفسية،و الدعم و الإحتواء،و ارشاد الأزمات لأن كل ما حدث من عنف و دمار و فقدان هي جروح نفسية يصعب علاجها ما لم تقدم لهم الرعاية اللازمة في الوقت المناسب،بهدف تجاوز آثار الحرب و استعادة التوازن النفسي و الإجتماعي،جميع ما ذكر يحتاج إلى جهود محلية دولية لإنشاء مراكز دعم نفسب و اجتماعي تعمل على متابعة حالات الأطفال و توفير بيئات آمنه لهم،و إعادة دمجهم داخل المجتمع لضمان جيل قادر على الإستمرار و المواجهه و بناء مجتمع أكثر سلامًا و استقرارًا.