رئيس الهيئة الإدارية لفريق "قيادتنا هاشمية وهويتنا أردنية"
في مجتمعٍ اعتاد المبالغة في مظاهر الفرح والحزن، جاءت مبادرة وزير الداخلية مازن الفراية لتنظيم الجاهات والأعراس وبيوت العزاء كخطوةٍ جريئة طال انتظارها، تهدف إلى إعادة التوازن إلى منظومة العادات الاجتماعية التي بدأت تنحرف عن مقاصدها الأصيلة.
فالجاهة، التي كانت رمزًا للإصلاح والاحترام، تحولت في بعض الأحيان إلى ساحةٍ لاستعراض النفوذ. والأعراس، التي يفترض أن تكون مساحة للفرح، صارت ميدانًا للتباهي والمغالاة. أما بيوت العزاء، فقد فقدت في بعض الحالات روحها الوقورة وتحولت إلى مشهدٍ من المظاهر غير اللائقة.
من هنا، جاءت مبادرة الوزير الفراية لتقول بوضوح: كفى فوضى اجتماعية!
لقد آن الأوان لأن نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا، ولكن بعقلانية ووعي، وأن نحتفل ونواسي بعضنا البعض بروحٍ حضارية تليق بالمجتمع الأردني الواعي والمتوازن.
هذه المبادرة ليست تقييدًا للناس، بل حماية لهم من الإفراط الذي يرهق الجميع. إنها دعوة إلى تنظيمٍ راقٍ، وإصلاحٍ عميق، ورسالة وعيٍ مجتمعي تُعيد تعريف معاني الاحترام والكرم والمسؤولية.
فالإصلاح الاجتماعي لا يُفرض بالقوانين، بل يُصنع بالمثال والقدوة، وبالتكامل بين الدولة والمجتمع.
ومبادرة الفراية تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، تستحق كل الدعم من كل من يؤمن أن قيمة الإنسان لا تُقاس بحجم الجاهة ولا بطول العزاء، بل بعمق الوعي ورقيّ السلوك.