في زمنٍ كثر فيه الحديث وقلَّ فيه الفعل، يبرز رجالٌ لا يلهيهم عن خدمة وطنهم شيء، رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فكانوا نعمَ السند والقدوة. ومن بين هؤلاء الرجال يسطع اسم اللواء المتقاعد عدنان أحمد الرقاد، مدير المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين، الرجل الذي يستحق أن يُقال فيه: "خيرُ من استأجرتَ القويُّ الأمين."
من يعرف اللواء الرقاد، يدرك أنه ابن الميادين، خرج من رحم الميدان العسكري، حيث البسالة والولاء والانضباط، وحمل تلك القيم معه إلى ميدانٍ آخر لا يقلّ شرفًا — ميدان خدمة المتقاعدين العسكريين، أولئك الذين أفنوا أعمارهم دفاعًا عن الوطن وحدوده.
يعمل اللواء الرقاد كدؤوب النحل في خليته، لا يعرف للراحة طعمًا، ولا للكلل طريقًا. مكتبه مفتوح أمام الجميع، يستقبل كل متقاعد يطرق بابه دون تفرقة أو تأجيل، مؤمنًا أن خدمة هؤلاء الشرفاء هي واجب لا منّة، ومسؤولية لا مجاملة فيها.
لا يعرف في قاموسه المحاباة أو الواسطة، بل يؤمن بالعدالة التي تعطي كل ذي حقٍّ حقه، وبالعمل الذي يُقاس بقدر ما يترك من أثر في نفوس الناس. فنجده تارةً يسعى لتأمين منح دراسية وخصومات جامعية لأبناء المتقاعدين، وتارةً أخرى يفتح أمامهم فرص عمل جديدة، مواصلاً الليل بالنهار في سبيل تأمين حياةٍ كريمةٍ لهم ولأسرهم.
إن ما يقوم به اللواء الرقاد في أروقة المؤسسة ليس مجرد إدارةٍ وظيفية، بل رسالة إنسانية ووطنية تنبع من إيمانه العميق بأن من خدم الوطن لا بدّ أن يجد من يخدمه بعد التقاعد.
لقد ترعرع اللواء الرقاد بين حمراء حمد وفوهات الدبابات والبنادق، وتشرّب من تراب الميدان معاني الشجاعة والانتماء، فليس غريبًا أن يواصل اليوم مسيرة العطاء بنفس العزيمة والإخلاص.
ومهما قدّم لك الوطن فلن يوفيك حقك، لأنك نذرت عمرك لخدمة الوطن وقائد الوطن.
فبوجود أمثالك، لا خوف على الأردن، لأنه في عهدة الأوفياء الأمناء الذين يفتخر بهم الوطن، ويبقى اسمك شاهدًا على أن الإخلاص لا يُكتب بالحبر، بل يُسجَّل في سجل الشرف والوفاء.
حفظك الله وسدّد خطاك، في ظل الراية الهاشمية الخفاقة بإذن الله.