تتحول الاجتماعات الاستشارية لرؤساء دول آسيا الوسطى تدريجياً إلى آلية رئيسية لتطوير نهج مشتركة للتنمية الاقتصادية الإقليمية. تُعد أوزبكستان مبادرة نشطة لعمليات التكامل الهادفة إلى تعزيز التجارة المتبادلة، وتطوير التعاون الصناعي، وإنشاء سلاسل نقل ولوجستية مستدامة. اليوم، ينتقل الإقليم من الحوار السياسي إلى شراكة عملية قائمة على الاستثمار والابتكار والتصنيع.تفتح الجهود المتسقة لتوحيد الإطار القانوني، وإزالة الحواجز، وإنشاء معايير صناعية موحدة فرصاً جديدة لجذب رأس المال وتنفيذ مشاريع مشتركة في قطاعات الطاقة، والهندسة، والزراعة، والتصنيع.الإطار القانوني للتعاون التجاري والاستثمارييستند الأساس القانوني بين دول الإقليم بشكل أساسي إلى الاتفاقيات الحكومية الدولية بشأن التجارة الحرة، وحماية الاستثمارات المتبادلة، وتجنب الازدواج الضريبي. توفر هذه الوثائق شروطاً مواتية لريادة الأعمال، وتطوير الإنتاج المشترك، وإزالة الحواجز التجارية. تعمل اللجان الحكومية الدولية مع جميع دول آسيا الوسطى كمنصات مستقرة لتطوير حلول ملموسة، بينما تساهم الاجتماعات الدورية لرؤساء الوزراء والوزراء القطاعيين في إطلاق مشاريع جديدة وتحديث التعاون الصناعي.كازاخستان: شريك استراتيجي وسوق أكبر في الإقليمتظل كازاخستان الشريك الرائد لأوزبكستان في آسيا الوسطى. في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2025، بلغ حجم التجارة بين البلدين 3.48 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 15.5%. بلغت الصادرات 1.06 مليار دولار، والواردات 2.42 مليار دولار.يضمن نظام التجارة الحرة حركة نشطة للسلع والخدمات. تصدر أوزبكستان الآلات، والمنسوجات، والمنتجات الزراعية، ومواد البناء، بما في ذلك الخضروات، والفواكه، والمنسوجات الجاهزة، والأسمنت، والمنتجات البلاستيكية، والمياه المعدنية، بينما تستورد المواد الخام الصناعية، والمعدات، والمعادن، والمنتجات الغذائية. يعمل أكثر من 1100 شركة برأس مال كازاخستاني في أوزبكستان في قطاعات التجارة، وتكنولوجيا المعلومات، والبناء، والمالية.يتم تعزيز التعاون بين المناطق من خلال منتدى التعاون بين المناطق، حيث يتم توقيع عقود وخرائط طريق لمشاريع بمليارات الدولارات سنوياً.قيرغيزستان: تعميق التعاون الصناعيوصلت العلاقات بين أوزبكستان وقيرغيزستان في السنوات الأخيرة إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. يستند الإطار القانوني إلى اتفاقيات بشأن أولويات تطوير الصناعة، وبرنامج الشراكة التجارية والاقتصادية الاستراتيجية للفترة 2023-2025، وخطة تعزيز التجارة بحلول عام 2030.بلغ حجم التجارة في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2025 مبلغ 672.8 مليون دولار، بزيادة قدرها 14.7%. بلغت الصادرات 422.1 مليون دولار، والواردات 250.7 مليون دولار.تشمل الصادرات الأوزبكية إلى قيرغيزستان المنسوجات، والمنتجات الغذائية، والسلع الكهربائية، ومواد البناء، والآلات. تصدر قيرغيزستان إلى أوزبكستان وقوداً معدنياً، وخامات، ومنتجات زراعية وغذائية. يعمل أكثر من 300 شركة برأس مال قيرغيزستاني في أوزبكستان، مما يعكس الاهتمام التجاري المتبادل. تزيد خطوط الحافلات والسكك الحديدية الجديدة بين المدن من حجم النقل وتعزز السياحة، بينما يصبح التعاون في الصناعة الخفيفة والطاقة أكثر شمولاً.طاجيكستان: توسيع التكامل الصناعي والاستثمارات المشتركةتظل طاجيكستان شريكاً اقتصادياً هاماً لأوزبكستان. يسري اتفاق تجارة حرة بين البلدين، وتنسق اللجنة الحكومية الدولية المشاريع الصناعية والبنية التحتية.بلغ حجم التجارة في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2025 مبلغ 571.3 مليون دولار، بزيادة قدرها 17.6%. بلغت الصادرات 406.3 مليون دولار، والواردات 165 مليون دولار.دفع نمو التجارة توريد المنسوجات، والغذاء، والمنتجات الكيميائية، والخدمات اللوجستية. يعمل أكثر من 100 شركة برأس مال أوزبكستاني في طاجيكستان، بينما يعمل أكثر من 300 شركة مستثمرة طاجيكية في أوزبكستان.رمز التقارب الاستثماري هو شركة الاستثمار الأوزبكية الطاجيكية، التي زاد رأس مالها إلى 100 مليون دولار. تمول الشركة مشاريع في معالجة الغذاء، وإنتاج المعكرونة، وتحديث الصناعة الغذائية.تركمانستان: تعزيز الشراكة في الصناعة واللوجستياتيتقدم التعاون الاقتصادي مع تركمانستان بثبات، ويتوسع في الصناعة، والطاقة، واللوجستيات. توفر اتفاقيات التعاون طويل الأمد وحماية الاستثمارات أساساً قانونياً مستقراً للأعمال.بلغ حجم التجارة في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2025 مبلغ 750 مليون دولار، بما في ذلك الصادرات بقيمة 111.1 مليون دولار (+26.3%) والواردات بقيمة 638.9 مليون دولار.تصدر أوزبكستان إلى تركمانستان وقوداً معدنياً، وسلعاً كيميائية وصناعية، وآلات، ومعدات، بينما تستورد مواد خام ومنتجات بتروكيماوية. يعمل حوالي 200 شركة برأس مال تركمانستاني في أوزبكستان في مواد التعبئة، والأثاث، والمنسوجات، وتكرير النفط.يتقدم التعاون في النقل أيضاً، بما في ذلك المشاريع المشتركة لإصلاح عربات السكك الحديدية وتطوير منطقة التجارة الحدودية "شفات–داشوغوز".آسيا الوسطى: تشكيل فضاء صناعي واستثماري موحدتظهر نتائج التعاون التجاري والاقتصادي أن الإقليم جاهز للانتقال إلى مستوى تكاملي نوعي جديد. بالتعاون مع شركائها، تطور أوزبكستان نهجاً مشتركة للسياسة الصناعية، واللوجستيات النقلية، وآليات الاستثمار. تكتسب المبادرات لإنشاء مناطق صناعية مشتركة، وتحفيز الاستثمارات عبر الحدود، وتعزيز المنتجات ذات القيمة المضافة العالية زخماً.في سياق الاجتماع الاستشاري لرؤساء دول آسيا الوسطى، تكتسب هذه الاتجاهات أهمية خاصة. يركز الاهتمام على ضمان النمو المستدام، وتنفيذ المشاريع الخضراء، وتعزيز التحديث التكنولوجي. يصبح التعاون في الصناعة والاستثمار أداة رئيسية لتعزيز الاستقلال الإقليمي والقدرة التنافسية.يشكل توحيد الجهود بين دول آسيا الوسطى على أساس الثقة المتبادلة والبراغماتية أساساً اقتصادياً صلباً للإقليم بأكمله. أوزبكستان، التي تعزز بنشاط فكرة التنمية المشتركة، تصبح مركز التكامل الطبيعي والمبادر لعصر صناعي جديد في آسيا الوسطى.