داود حميدان -برز في العقبة خلال الفترة الأخيرة نموذجان لافتان يقدّمان دورًا مختلفًا عن الصورة التقليدية للعين؛ هما شرحبيل ماضي ونسيمة الفاخري، اللذان اختارا الانتقال من التمثيل الشكلي إلى الحضور الفعلي وسط الناس، عبر ملامسة قضايا الشارع وطرح هموم المجتمع بجرأة ومسؤولية.
العين شرحبيل ماضي، المعروف بخطابه الهادئ القائم على التوافق، فتح مساحة جديدة للتواصل مع الشباب والباحثين عن العمل، مؤكدًا أن التمثيل الحقيقي يبدأ من الميدان لا من مقاعد المجلس. وقد طرح مواقف واضحة في قراءة تحديات العقبة، في وقت يحتاج فيه الشارع إلى خطاب صريح يقترب من الواقع أكثر من البروتوكول.
أما العين نسيمة الفاخري، فذهبت نحو ملفات إنسانية ومجتمعية مؤثرة، تتقدمها قضايا المرأة، وتمكينها، وملفات الفقر والمناطق المحرومة، مقدمة نموذجًا يؤمن بأن صوت الفئات الأضعف يجب أن يجد طريقه إلى دوائر صنع القرار.
ويلتقي النموذجان في تحررهما من عباءة العين التقليدي، وفي منح المجتمع شعورًا بأن صوته حاضر داخل مجلس الأعيان، وأن القرارات لا تُبنى بعيدًا عن نبض الناس. هذا النهج الجديد شكّل خطوة مهمّة في تعزيز علاقة المجلس بالمجتمع، وإعادة تعريف دور العين بوصفه شريكًا في التنمية ومتابعًا لاحتياجات المواطنين اليومية.
وخلال الندوة التي عُقدت اليوم في العقبة، بحضور عدد من الأعيان والسيدات ومسؤولي سلطة المنطقة، برزت هذه الروح بوضوح، إذ لامست أوراق العمل واقع الشباب وتحديات سوق العمل، وتأثير الأوضاع الاقتصادية على مستوى المعيشة. واعتبر المشاركون أن ما طُرح يعكس توازنًا بين الخطط المكتوبة وما يجري على الأرض، مشيرين إلى ضرورة تجاوز الفجوة بين الطموح والتنفيذ التي عانى منها المواطنون لسنوات.
وتؤكد التجربة أن من يريد العمل يجد الطريق، أما من يختار البقاء في المنطقة الرمادية، فسينطبق عليه المثل: "لا ظهرًا أبقى ولا أرضًا قطع."