نشر وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأسبق، الأستاذ الدكتور وائل عربيات، رسالة مطوّلة عبر صفحته الخاصة على موقع "فيسبوك"، عبّر فيها عن قلقه على مستقبل الوطن وحرصه على ديمومته واستقراره، مؤكداً أنه يكتب بعيداً عن أي منصب أو موقع رسمي منذ سنوات، وبقلب "مواطن يخاف على وطنه ولا يرتجي سوى عزّه وقوّته".
وأكد عربيات أن بناء الدولة الأردنية لم يكن مشروعاً سياسياً محضاً، بل "قصة كفاح عظيمة" قامت على قيم النهضة والحرية والكرامة، مشيراً إلى الدور التاريخي للشريف الحسين بن علي في إطلاق الثورة العربية الكبرى، ومشدداً على أن الثورة لم تكن انقلاباً على الخلافة، بل "تصحيحاً لمسارها وحماية للعرب من الظلم"، مستشهداً بتسلسل الأحداث بين عامي 1916 و1924.
وأضاف أن المشروع الهاشمي "فكرة لا تموت"، بل يجب أن يتجدد وينمو لأنه مرتبط بالأمة وقضاياها، وفي مقدمتها القدس، التي "سال دم الجيش العربي على ثراها". وأكد أن القيادة الهاشمية، بقيادة الملك عبدالله الثاني، ما زالت تحمل هذا الإرث بوفاء وصبر ورؤية واضحة.
وفيما يلي نص ما نشره الوزير الأسبق الأستاذ الدكتور وائل عربيات عبر صفحته الخاصة على موقع فيسبوك:
أيها الإخوة الأكارم أتحدث إليكم اليوم وانا بعيد عن اي منصب او موقع رسمي ومنذ سنوات عديدة …ولكنني أتحدث بقلب مواطن خائف على وطنه لا يرتجي شيئا سوى ديمومته واستقراره وقوته فالوطن عز وكرامة وحرية لا يعرفها إلا من فقدها ،
لقد بني هذا الوطن بمشروع لا بنظام بمكوناته المعروفه من ارض وشعب وسلطة عليا حاكمة فحسب ولكنه بني بقصة كفاح عظيمة تروى على مر العصور لا لتكون قصة في كتاب ولا محاضرة في منتدى او قاعة تدريس بل لتكون نبراسا للاجيال ونهجا يقتدى به ورؤية ترسم خارطة طريق يحدوها الأمل بمستقبل زاهر قصة بدأت من ذلك الشعور بكرامة الأمة وحقها في استعادة مجدها على أسس صلبة في خضم تحديات لم تبق حجرا على حجر .
لقد بني هذا الوطن بشموخ الكبار وصدقهم لا على رقعته الجغرافية المعروفة ولكنه بني بأمل كبير وقر في قلوب أبناء عالمه ووطنه العربي ليعيش فكرة النهضة وفكرة الحرية ، التي تبنى على فكر الكرامة والانتماء والاستقلال والحياة الفضلى …وكان شريفكم الهاشمي الحسين بن علي رحمه الله مفجرا للثورة وقائدا للكرامة والذي اتت الريح لا الرياح بما لا تشتهي سفنه..
لم ينقلب الشريف على الخلافة أقولها بملئ الفم ولم تكن الثورة خيانة للدوله بل كانت تصحيحا لمسارها وحماية للعرب من ظلم قد لحقهم وأثبت كلامي بتاريخين
الثورة العربية كانت عام ١٩١٦ وكان بامكانه أن يعلن نفسه خليفة في ذلك الوقت ولكنه لم يقبل لانه يؤمن بالدولة والخلافة مع اختلافه معها ولم يعلن خليفة إلا بعد ان اعلن رسميا عن الغائها عام ١٩٢٤ والذي قال عنه الشريف انه خبر تتفطر له القلوب ولإصرار العالم العربي والإسلامي على خلافته فقد أذيع خبر موافقته على قبول الخلافة والذي ما قبله إلا مضطرا حتى لا يبقى العالم العربي بلا قائد
أقول :- هذا تاريخ مشرف وقيادة عظيمة تسلمها أبناء الشريف وبقيت شمعتها واضاءتها في الاردن العربي الهاشمي يحميها جيشه العربي و قيادته الوريثة لتاريخ العروبة والاسلام وبقيت القدس في الضمير وسالت دماء جيشه على ثراها وظل احفاد الشريف اوفياء لهذا العهد المجيد يقودهم الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين والذي نبت السيوف وحد سيفه ما نبى
هذا المشروع الهاشمي لا ينبغي ان يتقلص او يضعف أقول (كمشروع هاشمي ) ولا ان يبقى بلا تجديد وتعزيز وبناء لانه فكرة والفكرة لا تموت بل تعزز وتنمو وتكبر لانه مرتبط بوطن وأمة لا بمكان معين ولا رقعة محدودة
وإذا كنا نبحث عن مظلة جامعة للشتات لامتنا فلا اعتقد ان هناك مظلة تلتقي عليها القلوب وتؤمن بها العقول وتحميها الأجيال افضل من المشروع الهاشمي وريث الـ بيت رسول الله و وريث مجد العروبة والتاريخ…
ولا عجب ان ترمى السهام عليه فهو اكبر تهديد لكل عدو يسعى لفرقتنا و اضعافنا
فالوعي ومعرفة الخطر الحقيقي والإدراك والعمل والإنجاز المستمر والرؤية الواضحة والصبر والاحتمال في طريق يحتاج إلى الفداء والتضحية يبقى هو الأساس وهذا هو قدر الهاشميين وهذا هو قدر الاردن ويبقى المشروع وينمو وتستمر المسيرة ….. ولئن كانت الريح قد اتت بما لا يشتهي الشريف ولم يدرك الحسين كل ما تمناه …
فبإذن الله تبقى النواة وتكبر ويبقى الوطن ويستمر ويحمى المشروع و ينمو و هو ما يقتضي منا ايضاً ان نحمي الوطن ومؤسساته بكافة أشكال الحماية والتطوير كما هو محمي بجيشه وامنه .و عندها سيعلم الجمع ان الرياح ستجرى كما تبغي سفينتنا …. وسيرى الجميع أنا نحن الرياح ونحن البحر والسفن …. والله من وراء القصد "
حفظ الله الأردن وحمى الله قيادته وشعبه وأبعد عنا كل مكروه....