يقدّم الشاب سليم محمد مالك مثالًا حيًا للشاب الواعي الذي جمع بين التفوّق الأكاديمي، والالتزام الديني، والرؤية العميقة لمعاني القرآن الكريم.
فـسليم، المولود في الأردن والمقيم في منطقة أم العَمْد، لم يعرف وطنًا غيرها، رغم أن جذوره تعود لجمهورية مصر العربية، حيث يعمل والده إمامًا لأحد المساجد منذ سنوات طويلة.
سليم الذي تخرّج من جامعة الشرق الأوسط بتخصص هندسة الطاقة المتجددة، يتابع اليوم دراساته العليا في جامعة الهاشمية ضمن برنامج الماجستير في مجال الطاقة، مؤكدًا أن العلم رسالة متجددة لا تتوقف.
حفظ القرآن.. رحلة بدأت من الطفولة
يمتلك سليم مسارًا مميزًا في علوم القرآن، إذ أنه حافظ لكتاب الله ويحمل سندًا متصلًا بالحجاز، إضافة إلى حصوله على إجازة رسمية من وزارة الأوقاف. ويؤكد أن رحلته مع الحفظ استغرقت نحو سنة ونصف، ورغم قصر المدة، إلا أن الاستماع للقرآن منذ طفولته سهّل عليه الطريق، وغرس في قلبه حبّ الآيات ومعانيها.
ويقول سليم إن التدبر هو المفتاح الحقيقي للحفظ، موضحًا أن فهم الآيات والعمل بها يفتح للإنسان بابًا واسعًا من القرب الروحي والفكري، وأن الحفظ يأتي لاحقًا كثمرة طبيعية لهذا الفهم.
آية توقظه في كل مرة
وعن الآية التي يقف عندها طويلًا، يختار سليم قول الله تعالى:
معتبرًا أنها وعد رباني يحمل اليقين بأن الحق سينتصر، وأن حال الأمة مهما اشتدّ فإن الله ماضٍ في إنفاذ وعده لعباده.
رسالة إلى الشباب
يوجّه سليم رسالة واضحة للشباب المسلم في زمن التحديات والغزو الفكري على منصات التواصل الاجتماعي، داعيًا كل شاب وفتاة إلى طرح سؤال جوهري على أنفسهم:
"لماذا خُلقنا؟ وما الهدف من وجودنا في هذه الحياة؟"
ويؤكد أن الإجابة موجودة في القرآن الكريم، حيث يجد الإنسان معنى حياته، ويُدرك أن الكون ليس صدفة، ولا خُلق ليُقضى في اللهو والشهوات، بل ليكون طريقًا للبناء والاختبار والعمل.