أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع، الاثنين، خلال كلمة ألقاها من على منبر المسجد الأموي في العاصمة دمشق بمناسبة الذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد، عن هدية تلقاها من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تمثلت في قطعة من ستار الكعبة المشرّفة تحمل الآية الكريمة: "وَاجْعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى".
تدشين الهدية في المسجد الأموي
الشرع أوضح أن هذه القطعة المباركة ستوضع في رحاب المسجد الأموي لتكون رمزاً يجمع بين مكة المكرمة وبلاد الشام، مؤكداً أن اللحظات الأولى للنصر ارتبطت بالكشف عن هذه الهدية الثمينة، داعياً الله أن يحفظ البلاد ويعينه على خدمة الشعب وبناء الدولة. وقد أدى الرئيس صلاة الفجر في المسجد الأموي مرتدياً الزي العسكري قبل إلقاء كلمته.
احتفالات الذكرى الأولى
تزامن الإعلان مع احتفالات واسعة في سوريا بالذكرى الأولى للإطاحة بنظام الأسد، حيث خرج ملايين المواطنين إلى ساحات المدن والبلدات منذ ساعات الصباح للتعبير عن فرحتهم، بحسب وكالة الأنباء السورية "سانا". الشرع دعا في كلمته السوريين إلى توحيد جهودهم من أجل بناء "سوريا قوية" وترسيخ الاستقرار بعد سنوات من الحرب والانقسامات.
عرض عسكري في دمشق
العاصمة دمشق شهدت صباح الاثنين عرضاً عسكرياً نظمته وزارة الدفاع بهذه المناسبة، بحضور الرئيس الشرع وعدد من الوزراء والقادة العسكريين. العرض انطلق من مطار المزة مروراً بأوتوستراد المزة فساحة الأمويين وصولاً إلى ساحة الجمارك، بمشاركة مختلف الفرق والتشكيلات العسكرية التابعة للوزارة، في تأكيد على الجهوزية العالية للجيش السوري في الدفاع عن وحدة الأراضي وسيادتها. وتخلل العرض تحليق مروحيات الجيش فوق سماء العاصمة، وإلقاء الورود وقصاصات ورقية تحمل عبارات وطنية، إضافة إلى مشاركة 14 طياراً شراعياً فوق ساحة الأمويين.
خلفية سقوط نظام بشار الأسد التابع لإيران
في الثامن من ديسمبر من العام الماضي، تمكنت فصائل المعارضة، وفي مقدمتها هيئة تحرير الشام بقيادة الشرع، من دخول دمشق بعد هجوم مباغت انطلق من شمال غرب البلاد، ما أدى إلى الإطاحة ببشار الأسد، الذي حكم وعائلته سوريا بقبضة من حديد لأكثر من خمسة عقود. ومنذ ذلك التاريخ، تحتفل البلاد بذكرى التحرير عبر فعاليات شعبية وعسكرية في مختلف المدن الكبرى، بينها حلب وحماة وإدلب وحمص.
الذكرى الأولى لسقوط النظام التابع لإيران، جاءت لتؤكد على مرحلة جديدة في تاريخ سوريا، حيث ارتبطت رمزية النصر بإعلان هدية مقدمة من ولي العهد السعودي، في وقت تتواصل فيه الجهود لبناء دولة مستقرة وقوية تستعيد مكانتها في محيطها العربي والإقليمي.