2025-12-10 - الأربعاء
"العرموطي يشعل مجلس النواب ويواجه اعتراض الخصاونة على الرواتب والميزانية" nayrouz "صندوق الأمان لمستقبل الأيتام يحصل على المركز الثاني في جائزة الحسين للعمل التطوعي" nayrouz السفير التركي في عمّان يزور الهيئة الهاشمية للمصابين العسكريين nayrouz نبيل أبوالياسين : لـ"نيروز" العقول تهرب من أمريكا إلى كندا.. وترامب يغذي النزيف nayrouz تمرين أمني وهمي في البادية الجنوبية...صور nayrouz وزير الزراعة يتابع ميدانيا احتياجات القطاع الزراعي في الرمثا nayrouz 9.5 مليون دينار حجم التداول في بورصة عمان nayrouz مستشفى الملك المؤسس يحصل على تجديد شهادة "الآيزو " nayrouz المصري تتابع المراحل النهائية في مشروع تطوير مرافق التعليم المهني في مدرسة حوفا المزار nayrouz إعلان توظيف في مركز الهدبان لذوى الاحتياجات الخاصة. nayrouz وفد من البنك الدولي يزور مشاريع “أرضي” في جرش nayrouz الجراح يفتتح غرفة التنمية المهنية في مدرسة كفرعان nayrouz “الأرصاد” تحذر من خطورة البرق القادم من السحب nayrouz ندوة لتشجيع التبرع بالأعضاء في مادبا nayrouz صدور كتاب «درة من حبات المطر» عن دار المعارف – القاهرة، بحضور أدبي بارز للدكتورة ميسون عيسى أحمد السليم (ميسون تليلان) nayrouz اتفاقية شراكة بين "أمنية" و"إريكسون" nayrouz وميض البداية....إبدأ الطريق ولا تتردد nayrouz بحث استحداث مركز وطني لتدريب وتأهيل الكوادر التمريضية للعمل خارج الأردن nayrouz برنامج "لقاء الأسبوع" يستضيف مدير نادي الفروسية للقوات المسلحة الأردنية nayrouz بلدية رجم الشامي تتفقد العبارات والمناهل استعدادًا لموسم الشتاء nayrouz
وفيات الأردن اليوم الأربعاء 10 كانون الأول 2025 nayrouz وفاة طفل اختناقا جراء تسرب غاز داخل منزل ذويه غرب إربد nayrouz الحاجه حفيظه يعقوب جضعان الفقهاء "ا م عاطف" في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن اليوم الثلاثاء 9 كانون الأول 2025 nayrouz رائد عطالله شطناوي… رحيلٌ مفاجئ وقلبٌ أبيض توقّف في ميادين الإنسانية nayrouz الحاج مفلح خطار بخيت السبيلة ينعى شقيقته الحاجه إنزيلة nayrouz وفاة الاستاذ غازي عبدالله الشقيرات nayrouz وفاة الوكيل المتقاعد رعد زيد المجالي nayrouz وفيات الأردن اليوم الإثنين 8-12-2025 nayrouz شكر على تعاز من قبيلة بني صخر بوفاة المرحوم هيثم محمد منصور الطراد الزبن nayrouz رحيل صاحب الأثر الطيب.. الكرك تودع المهندس الشاب "صبحي الزمر" إلى مثواه الأخير nayrouz وفاة الحاج محمد وهيدان المذهان الجبور "أبو سلمان nayrouz شخانرة يكتب في الذكرى الثانية لوفاة والدته رحمها الله nayrouz وفيات الأردن الأحد 7 كانون الأول 2025 nayrouz وفاة المهندس جادالله سعود ندى عبيدات "ابو مجدي". nayrouz وفاة رجل داخل سوق الحلال في مأدبا وسط الازدحام الخانق nayrouz وفاة الشيخ الحاج علي فرحان الطهاروه nayrouz وفاة الشاب امجد دحام الدريبي الزبن nayrouz وفاة الحاجة منيفه سلامه النجم الخضير "ام هاني" nayrouz وفيات الأردن ليوم السبت 6 كانون الأول 2025 nayrouz

نبيل أبوالياسين : لـ"نيروز" العقول تهرب من أمريكا إلى كندا.. وترامب يغذي النزيف

{clean_title}
نيروز الإخبارية :


 عندما تتحول السياسة إلى عدوة للفكر

إنه وفي في لحظة تاريخية حاسمة، حيث تتنافس الأمم على اكتساب أدنى ميزة تكنولوجية، تقف الولايات المتحدة عند مفترق طرق مصيري. تحت راية الرئيس دونالد ترامب، تشن أمريكا حرباً غريبة على أعز ما تملك: عقول علمائها ومبتكريها. بينما تُضيّق واشنطن الخناق على الهجرة وتهاجم الثوابت العلمية، تنتظر كندا على الجانب الآخر من الحدود، مستعدة لالتقاط "الذهب البشري" الساقط من يد جارتها الجنوبية. هذه ليست مجرد قصة هجرة عابرة؛ بل هي ملحمة انتقال للقوة المعرفية، حيث تبيع أمريكا مستقبلها بسعر بخس، وتشتريه كندا بذكاء لتبني مجدها. إنه مشهد صارخ لزلزال جيوسياسي، تهتز له أركان الريادة العالمية، ويُعيد رسم خريطة الابتكار لقرن جديد.


الهروب الكبير: كيف حوّلت كندا الأزمات الأمريكية إلى فرص ذهبية؟

لقد فهمت أوتاوا معادلة العصر: العقول هي الثروة الحقيقية. فبينما كان الخطاب السياسي الأمريكي ينغمس في الشعبوية والمعاداة للهجرة، كانت الحكومة الكندية تعد خططاً دقيقة لاستغلال هذه الفجوة. أعلنت عن إنفاق أكثر من 1.2 مليار دولار، وخلق "مسار متسارع" لحاملي تأشيرات H-1B الأمريكية، تلك التأشيرات التي يستهدفها خطاب ترامب المعادي. لم تكن هذه خطوة دفاعية، بل هجوم استباقي ذكي. كما قالت وزيرة الصناعة الكندية ميلاني جولي بثقة: "بينما تقيد البلدان الأخرى الحريات الأكاديمية... فإن كندا تستثمر وتضاعف في العلوم". النتيجة كانت ملموسة: شبكة الرعاية الصحية الجامعية في تورونتو وحدها استقطبت 100 باحث من الولايات المتحدة، وجذبت جامعات كبرى مثل جامعة تورونتو نجوماً أكاديميين من جامعات "رابطة اللبلاب" المرموقة. لقد حوّلت كندا الجهل الأمريكي المتعمد إلى أداة لبناء قوتها الناعمة والعلمية.


الحرب على الحقيقة: تفكيك ترامب للمؤسسة العلمية الأمريكية

لم يكن الأمر مجرد سياسات هجرة مقيدة؛ بل كان هجوماً منهجياً على فكرة "الحقيقة العلمية" ذاتها. من إنكار تغير المناخ والانسحاب من اتفاقية باريس، إلى تقويض توصيات الصحة العامة خلال جائحة كوفيد-19، شهدت إدارة ترامب تسييساً غير مسبوق للعلم. تحولت الوكالات الفيدرالية مثل مراكز السيطرة على الأمراض "CDC" إلى ساحات صراع، حيث حاولت الإدارة تشكيل الحقائق لتتلاءم مع سرديتها السياسية. اقترحت الميزانيات خفض تمويل وكالات بحثية حيوية، بينما جعلت البيروقراطية المتزايدة حصول العلماء الأجانب على تأشيرات أمراً شبه مستحيل. هذا العداء لم يكن ضد أفراد، بل ضد النظام المعرفي الذي جعل أمريكا عظيمة. لقد أرسلت الإدارة رسالة واضحة: الرأي السياسي يتفوق على الدليل التجريبي، والأيديولوجيا تغلب على المنهج العلمي. كانت هذه ضربة في صميم المبدأ الذي بنيت عليه الحداثة الغربية.


نزيف العقول: الكارثة الاستراتيجية التي لا تُعوّض

يمثل هروب العلماء والمهندسين وأصحاب الكفاءات العالية نزيفاً اقتصادياً واستراتيجياً للولايات المتحدة. هذه الخسارة متعددة الأوجه: فهي أولاً خسارة للاستثمار الهائل الذي وضعته الجامعات الأمريكية في تعليم وتدريب هؤلاء العقول. وهي ثانياً تباطؤ في عجلة الابتكار التي ظلت لقرون المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي الأمريكي. الأكثر خطورة، أنها تهدد الأمن القومي في عصر تعتمد فيه القوة العسكرية بشكل متزايد على التفوق في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والفضاء. في المقابل، تحقق الدول المستقطبة، وعلى رأسها كندا، مكاسب سريعة وجاهزة: فهي تحصل على خبرات مدربة دون تكلفة، وتعزز شركاتها الناشئة، وتضيء الفجوة التكنولوجية مع العملاق الأمريكي. لقد تحولت الولايات المتحدة، عن قصد أو جهل، إلى ممول وداعم غير مباشر لتفوق منافسيها، في واحدة من أغرب حالات الهدم الذاتي في التاريخ الحديث.


احتضان المستقبل: لماذا تصمد الأمم التي تحترم علماءها؟

التاريخ يُعلّمنا درساً قاسياً: الأمم التي تحارب علمها، تحارب وجودها ذاته. فالعلم ليس ترفاً أكاديمياً، بل هو بوصلة التقدم وصانع القرار السليم. الدول التي تحتضن العلماء توفر لأنفسها حصانة ضد الانهيار، وقدرة على حل الأزمات المعقدة من الطاقة إلى الصحة. كندا تفهم هذه المعادلة جيداً. إنها لا تقدم فقط تمويلاً سخياً "1.7 مليار دولار كندي" لخلق 100 كرسي بحثي جديد، بل تبيع "بيئة مستقرة" ومجتمعاً يحترم العمل العلمي، كما تصفها الوزيرة جولي: "إذا كنت ترغب في العيش في أفضل بلد على وجه الأرض... والذي سيحترم عملك... تعال إلى كندا". هذا هو نموذج "احتواء العقول" في مقابل "محاربة العلم": الاستثمار غير المحدود، وحماية الحرية الأكاديمي، ومنح العلماء المكانة الاجتماعية والمالية التي يستحقونها. إنه اعتراف بأن المفكرين ليسوا موظفين، بل قادة.


جريمة ضد المستقبل.. ومن سيدفع الثمن؟

ما يحدث اليوم على الحدود الكندية الأمريكية هو أكثر من منافسة بين جارتين؛ إنه محاكمة تاريخية لاختيار أمة مصيرها. سياسات ترامب ومحاربته للعلم ليست مجرد أخطاء قابلة للإصلاح، بل هي جريمة وطنية ضد مستقبل الأجيال القادمة. سواء كان هذا الجهل متعمداً كجزء من أيديولوجيا شعبوية، أو كان انتقاماً من المؤسسة، فالنتيجة واحدة: تفريط طوعي في أهم أصول أمريكا الاستراتيجية. التراجع عن اتفاقية المناخ، وتشويه سمعة الصحة العامة، ودفع أكثر العقول إبداعاً إلى أحضان المنافسين – كل هذه أفعال ترسم صورة دولة تختار الانتحار البطيء.

لكن المسؤولية لا تقع على ترامب وحده. كل صانع قرار وافق، وكل ناخب صمت، وكل حزب تواطأ، وكل إعلامي روّج – كلهم شركاء في هذه الجريمة التي ستُسجّل في تاريخ انحدار الإمبراطوريات. بينما تفتح كندا ذراعيها وتنفق المليارات لاستقبال "الذهب البشري" الهارب، يجب على أمريكا أن تسأل نفسها: هل حقاً يمكن للخطاب العنصري والشعبوي أن يكون بديلاً عن مختبرات الأبحاث وعقول المبتكرين؟ الجواب يُكتب الآن في مراكز الأبحاث في تورونتو وفانكوفر، حيث يبني المهاجرون الذين رفضتهم أمريكا، مستقبل أمة جديدة. الخسارة الأمريكية هي مكسب كندي، والمجد الذي تخلعه واشنطن عن عمد، تلبسه أوتاوا بذكاء. هذه ليست نهاية القصة، بل بداية فصل جديد في تاريخ القوة العالمية، حيث تنتقل الريادة من أمة تحارب علمها، إلى أخرى تحتضن علماء العالم.