تثير المكالمات الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع عدد من رؤساء ومسؤولي عدد من الدول، بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريديريش، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، تساؤلات عدد من المتابعين بشأن مدى حرص ترامب على تحديدها بـ40 دقيقة، فما سر ذلك؟ هل يعود إلى بروتوكول أو مرتبطة بحجم الملفات المدروسة؟ علماً أنه أجرى سابقاً مكالمة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ. استغرقت 90 دقيقة، كما استغرقت المكالمة الهاتفية التي تمت بينه وبين رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو أقل من 15 دقيقة. قبل إجراء أي مكالمة مع قائد أجنبي، يتم الترتيب لـ«جلسات إحاطة» يشارك فيها مسؤولون من مناصب مختلفة، وذلك بهدف إطلاع الرئيس على كل التفاصيل التي تخص موضوع المكالمة.
وقال موقع «يو إس إيه توداي» الأمريكي إن التقاليد في البيت الأبيض تقضي بجلوس مسؤولين من مجلس الأمن القومي، إلى جانب الرئيس خلال إجرائه أي مكالمة هاتفية. وتابع «هناك على الأقل عضوان من مجلس الأمن القومي يكونان دائماً حاضرين إلى جانب الرئيس»، مضيفاً «كما يوجد في غرفة مجاورة داخل البيت الأبيض مسؤولون آخرون تسند لهم مهمة الاستماع للاتصالات وتدوين الملاحظات». وتُعرف ملاحظاتهم بأنها «مذكرة محادثة هاتفية».المستجدات ومنذ وصوله إلى كرسي الرئاسة، يستعين ترامب بمسؤولين من مناصب مختلفة وبخبرات متفاوتة، لإحاطته بالمستجدات «على عجل» وقبل فترة قصيرة من إجراء المكالمة.
وبحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، الحرب في أوكرانيا مع ترامب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريديريش ميرتس، وفق قصر الإليزيه.وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن المكالمة الهاتفية، التي استمرت 40 دقيقة، ركزت على «محاولة إحراز تقدم» في حل النزاع بين أوكرانيا وروسيا.تأتي المكالمة بعدما اجتمع القادة الأوروبيون الثلاثة في لندن الاثنين مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتقديم دعمهم القوي إليه، في ظل تعرضه مجدداً لضغوط من الولايات المتحدة لتقديم تنازلات لإنهاء الحرب مع روسيا، حسب فرانس برس.
وفي 19 أغسطس الماضي، قال مساعد كبير في الكرملين إن ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجريا «مكالمة هاتفية صريحة وبناءة للغاية»، وأفادت مصادر بأن ترامب أوقف اجتماعاً في البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين آخرين للتحدث مع بوتين.
وذكر يوري أوشاكوف، مساعد بوتين للسياسة الخارجية، أنه خلال المكالمة التي استمرت نحو 40 دقيقة، أطلع ترامب بوتين على محادثاته مع القادة الأوروبيين. وعقب الاجتماع، قال ترامب إنه بدأ في ترتيب لقاء بين بوتين وزيلينسكي.
وفي 4 يوليو الماضي، أعلن مساعد الرئيس الأوكراني أندريه يرماك أن فولوديمير زيلينسكي وترامب أجريا مباحثات هاتفية، وصفها عبر «تليغرام» بأنّها كانت غنية وبالغة الأهمية.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصادر أن ترامب أكد لزيلينسكي، خلال المكالمة التي استمرت 40 دقيقة، أنه سيتحقق من الأسلحة الأمريكية التي كان من المقرر إرسالها إلى أوكرانيا، إن وجدت.
وفي 9 يوليو الماضي، أعلنت إسرائيل أن ترامب أبلغ رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو، أن واشنطن قدمت «عرضاً معقولاً» لطهران في إطار مفاوضاتهما بشأن البرنامج النووي الإيراني.وقال مكتب نتانياهو في بيان مقتضب إن «رئيس الوزراء.. تحدّث مع ترامب عبر مكالمة هاتفية دامت 40 دقيقة، وقد أبلغه الرئيس الأمريكي أن «الولايات المتحدة قدمت عرضاً معقولاً لإيران، وأنها تتوقع تلقي رد في الأيام المقبلة».
وفي 2 ديسمبر الجاري أعلنت الرئاسة البرازيلية، أن الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونظيره الأمريكي اتفقا خلال اتصال هاتفي دام 40 دقيقة على تعزيز التعاون في مكافحة الجريمة المنظّمة. فيما أعرب ترامب عن «استعداد كامل للعمل مع البرازيل» في مواجهة هذه التنظيمات.
وقبلها بأيام رفض ترامب معظم طلبات مادليلورو خلال المكالمة الهاتفية التي جرت في 21 نوفمبر، واستغرقت أقل من 15 دقيقة، لكنه أبلغ مادورو أن أمامه أسبوعاً لمغادرة فنزويلا والسفر إلى وجهة من اختياره مع عائلته.
وفي 5 يونيو الماضي قال ترامب إنه أجرى مكالمة هاتفية دامت 90 دقيقة مع شي جين بينغ، ناقشا خلالها، من بين أمور أخرى، الحرب في أوكرانيا، والصادرات الزراعية. وقال ترامب في منشور على منصة «تروث سوشيال»، انتهيت من مكالمة هاتفية جيدة للغاية مع الرئيس الصيني جين بينج، استمرت المكالمة ساعة ونصف الساعة وانتهت بشكل إيجابي للغاية لكلا البلدين».